محليات

في 15 مارس 1974
التلفزيون (أبو الألوان) يغزو بيوت الكويتيين

في مناسبات كثيرة وقفت الكويت في صدارة انجازات دول الخليج العربي وريادتها , فالماضي شاهد عصر النهضة  , والبدء كان من هنا .
ومن ذاكرة الأيام الكويتية , كانت انطلاقة لبطولة كأس الخليج العربي عام 1974 وفي مثل هذا اليوم،
حين آثرت الكويت أن تكون لها احتفالية ملونة , ليغيب الأبيض والأسود في البث التلفزيوني كما تعود عليهما الجميع , ولتحل مكانهما الصورة الحافلة بكل ألوان الحركة والبعد والمشهد .

13 عاماً صمد تلفزيون الأسود والأبيض , ولعشاق المرئي هذا اليوم حوّل متعة المشاهدة التلفزيونية إلى سحر جميل , لتواكب الشاشات الاتساع بالمساحات التي تحظى بها في بيوتنا، وتحول مثل هذا اليوم الى ذاكرة من وطن ونهضة .
والكويت أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيونية رسمية، بدأ الإرسال منها في الخامس عشر من (نوفمبر) 1961وكان بثها يلتقط في بقية أقطار الخليج بوضوح خلال الأوقات التي تشتد فيها الرطوبة صيفاً. 
وأنشأت الكويت عام 1969 محطة إرسال تلفزيوني في دبي تحت اسم «تلفزيون الكويت من دبي».. وكان ذلك قبل سنوات طويلة من انطلاق التلفزيون الرسمي، كما كانت بداية البث التلفزيوني الرسمي  من الحي الشرقي من مدينة الكويت (الشرق حالياً)، وكان المقر في تلك الفترة عبارة عن شبرات تتوزع عليها كل أنشطة التلفاز من إخراج وبث للبرامج والأخبار والإدارة وكل قطاعات التلفاز باللونين الأبيض والأسود لمدة أربع ساعات يوميا.
من كلام الذاكرة 
انتشر خبر بين الناس، يقول إن تلفزيون الكويت قرر البث بطريقه جديدة، فماهي هذه الطريقه ؟ إنه البث الملون طبعا هناك أناس يعرفون التلفزيون الملون، فقد زاروا بلداناً أخرى للدراسه أو للاطلاع، أما من لم يسافر فلا يعرف هذه الخدمه ولا يفهم ماذا تعني . 
وفعلا تم البث بتاريخ الخامس عشر من مارس 1974  (في مثل هذا اليوم) وكان الانبهار والتعجب الصدمة التي انتابت  الكثيرين حين شاهدوا المذيعين “ملونين” كما انبهروا بالأولوان المتباينة في البرامج المعروضة “وكنت أشاهد البعض الناس وعلامات التعجب والدهشة بادية عليهم بينما الابتسامة لاتفارق محياهم”.
وكالعاده بدأ التنافس بين الناس على اقتناء التلفزيون الملون وكل يريد أن يسبق صاحبه  ليبرهن أنه ميسور وأنه مواكب للتطور التكنولوجي، ومن عاصر تلك الفترة يذكر أن الشركات شهدت ضغطاً كبيراً بسبب الطلب المتزايد  على التلفزيون (أبو الألوان)  حتى أن الكميات الموجودة نفدت خلال فترة وجيزة، علماً أن سعر التلفزيون كان مرتفعاً بالمقياس “السعري” لتلك الفترة، حتى قيل إن بعض الأجهزة وصل سعرها إلى 200 دينار.
أما التلفزيونات اليابانية فكانت خاضعة  لاشتراطات ومعايير دولية بحيث لايسمح لليابان بإنتاج تلفزيون يتجاوز حجم شاشته الـ 21 بوصة، وقد طبقت هذا المعايير لظروف الحرب التي مر بها العالم منذ ماقبل منتصف القرن الماضي، وحتى العام 1980 تقريبا.
كانت التلفزيونات ذات الشاشات الكبيرة تختص بصناعتها انجلترا وهولندا وألمانيا، أما أجهزة التلفزيون الأمريكية فلم تكن تعمل  في الكويت لأنها على نظام NTSC . كما كانت أنواع التلفزيونات الكبيرة المعروفة في ذلك الوقت باي لفزيون ( الاتحاد ) وتليفونكن (الهنيدي ) وفيليبس ( الغانم ) وجروندك ( الطخيم ) وسييرا.