أقلامهم

عمر العيسى : العهد الجديد وابن المقفع

العهد الجديد وابن المقفع

عمر العيسى 

إذا استقالت الحكومة فإنها تستمر في تصريف الأعمال لحين تعيين حكومة جديدة.. وهو كتصريف السباك (كما يسميه المصريون) للمياه حتى لا تقف في مجاريها، فإذا وقفت المياه مات المتنفذون.. والمتنفذ يجب أن لا يزعل فضلاً عن أن يموت.. في الواقع، فإن حكوماتنا المتعاقبة على كثرتها ما هي إلا حكومات سباكة، فلم يسبق أن قدمت حكومة، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم عند أهل النحو والصرف الصحي، منذ العام 1963 برنامج عمل بعد تشكيلها كما ينص الدستور في مادته الـ 98 على ذلك.. 

بل دائماً ما تمشي هذه الحكومات على طمام سابقاتها.. والسبب هو أن كرسي رئاسة الحكومة – عندنا- ما هو إلا كرسي انتظار يجلس عليه صاحبه قليلاً فيستقبل هذا ويودع ذاك ثم يلملم بشته وحاجاته ويذهب..!  فلماذا وجع الرأس أصلاً والناس شايفين خير وشبعانين.. ثم إن رئاسة الحكومة حق مكتسب ولا يملك البرلمان مهما أوتي من حناجر أن يزعزع هذا الحق ولو كان هناك خمسون نائباً كابن المقفع، الأديب المعارض الذي كتب كتابا لأبي جعفر المنصور وقال فيه “إن أخليت بهذا الكتاب كُنَّ نساؤك طوالق وكان الناس في حلٍ من بيعتك” فقتله المنصور وقطع أوصاله ثم حرقها..!

المهم أن رئيس الوزراء عقد اجتماعات مطولة لوضع خطة عمل للحكومة، تخللها رحلة للعمرة (نسأل الله القبول) وأخرى لبرلين لإجراء الفحوصات الطبية ثم للندن للتأكد من نتائج فحوصات رحلة برلين..! ولماذا لم يجرِ المبارك فحوصاته الأولية في مستشفى الفروانية ويتأكد من نتائجها في مستشفى الجهراء مثلاً؟  ثم بعد 4 شهور من الفحوصات قررت الحكومة أن تكون خطة عملها هي ذات خطة التنمية المقرة من مجلس الأمة سلفاً..!.

 وبطبيعة الحال فإن مدة الـ 4 شهور لا تتعارض ومبدأ الفورية الدستوري، فالدستور “يتمغط” عادي والقانون يطبق على الكل و”الكل” قد تفيد “الجزء” في اللغة وقواعد الصرف الصحي.. ولاَن يكون عندنا دستور منتهك العرض خير من أن نعيش بلا دستور، ولأن نتحاكم إلى قانون مداس البطن خير من أن لا نتحاكم إلى قانون.. ولننظر دائماً إلى الدول المتخلفة ونحمد الله.. وهم يعالجون في الدول المتطورة ويحمدون الله.

والله الموفق
Twitter: @omar_alessa