أقلامهم

سلوى الجسار: ما فائدة رفع العلم وتحيا الكويت وعاش الأمير ؟

أزمة تربية المواطنة

د.سلـوى الجسـار
ننادي بالوحدة الوطنية وأهميتها في حفظ الوطن واستقراره ولا يختلف عامة الشعب على أهمية تلاحم أفراده ولكن الوحدة الوطنية ليست شعارات أو هتافات أو مؤتمرات نجتمع عليها أو أغاني نطرب لها، بل هي قيم واخلاص ومصداقية والتزام وتحتاج الى العمل الدؤوب وخطط وبرامج ودراسات وبحوث لكي تتحقق.
ان المُحلل للسياسات العامة للدولة والوضع السياسي القائم والقاتم وسياستنا التربوية والتعليمية واعلامنا المرئي والمسموع والمقروء نجد عدم التناغم فيما بينهم والبعد كل البعد عن الوصول لتحقيق منظومة الوحدة الوطنية مما انعكس أثره على سلوك الأفراد وتصرفاتهم. 
نعم اننا لنجد بأن الأنفس غير طيبة والشعور بالكراهية والبغض والحسد والغيرة المدمرة «ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» لقد سادت التوجهات والاتجاهات والولاءات والانتماءات التي تحدث الفوضى والاضطراب، ويتوجب علينا في ظل الأوضاع الراهنة والتغيرات غير المقبولة في ثقافات المجتمع تكثيف الجهود على تربية الأبناء التربية الحميدة الصالحة المبنية على القيم الوطنية.لقد غابت القدوة الصالحة في تربية الأبناء على حب الوطن والتمسك بالقيم الوطنية، وتنمية الشعور بالولاء والانتماء للوطن الكويت.أولادنا يعيشون في أزمة…أزمة التربية على الأنانية والخضوع والتبعية والتعصب..أين تربية الأبناء بالقدوة الحسنة، بالمشاركة، بالتعاون، واحترام الآخرين.
لقد قاربت الأسرة فقدان دورها التربوي والاجتماعي والنفسي في تنشئة الأبناء بسبب تعدد مسؤوليات الوالدين وانشغالهم، فلا تواصل تربوياً وعاطفياً في نظام الأسرة بل أصبح التواصل الالكتروني الاجتماعي غير الموجه هو المؤثر.لقد أصبحت الممارسات السلبية للأبناء خارج الأسرة أكثر تأثيراً في سلوكيات الأبناء وانجرافهم بل انحرافهم.اننا نعيش حالة اخفاق في دور الأسرة في تربية الأبناء وتنشئتهم.كما ان المدرسة ودورها في تربية الأبناء وتعليمهم لا يقل أهمية من الأسرة.. لقد بدأت المدرسة بالتراجع في تأدية رسالتها بل ظلت تراوح بأسلوبها التقليدي في مجتمع متطور وأحداث متسارعه وتغيرات تكنولوجية مستمرة بعيداً عن المنظور العالمي للتعليم والاتجاهات التربوية المعاصرة مما انعكس اثر ذلك على اكساب المتعلمين سلوكيات لا تتماشى مع متطلبات التغيرات السريعة.أي مدرسة نعيشها في زمن يهان به المعلم بل يتم التعدي عليه من قبل الطلبة. لقد تدنى دور المدرسة في تحقيق أهدافها بل نجدها نجحت في تعزيز التفرقة بين المعلمين.في بعض المدارس يتمحور بعض المعلمين حول مدير المدرسة وتسمى «مجموعة مدير المدرسة» ومجموعة «مساعد مدير المدرسة» حتى على مستوى القسم الواحد نجد انقسام بين المعلمين كل مجموعة منطوية حول بعضها البعض ولا انسجام بينهما.فاذا كان هذا سلوك البعض من المعلمين فكيف تنجح المدرسة في تحقيق مفهوم القيم لدى طلبتها.هل تستطيع هذه الفئة من المعلمين تنمية الولاء والانتماء الى الوطن وتحقيق الوحدة الوطنية المبنية على روح المشاركة والتعاون والاحترام بين أبنائها.
أين حب الوطن وتربية المسؤولية الوطنية تجاه الوطن؟ ما فائدة رفع العلم… وتحيا الكويت… وعاش الأمير… والنشيد الوطني… نعم أولادنا في أزمة تربية المواطنة.
ما يؤسفني ويقلقني ظهور العنف والتفكك والتأخر وتبادل الألفاظ السيئة والاعتزاز والتفاخر بالانتماءات الخاصة في العديد من المدارس، أضف الى ذلك بعض اعلامنا المرئي والمسموع والمقروء ودوره البارز بالتشجيع بأسلوب مقصود أو غير مقصود على تفكك المجتمع وتأزيمه.
ان المتغيرات التربوية والاجتماعية والثقافية والسياسية ضاعفت دور مهمة الأسرة والمدرسة وحملت الوالدين والمعلمين والقائمين على العملية التعليمية مسؤولية عظيمة في تربية وتعليم الأبناء نحو حب الوطن وغرس قيم المواطنة في نفوس وعقول المتعلمين.