محليات

الإسلام منحها ما لم تنله في الشرائع الأخرى
المسباح: عيد الأم ..بدعة

“تقليد على غير بصيرة” ..بهذه الكلمات أكد الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور ناظم المسباح أن “عيد الأم” بدعة مستحدثة والاحتفال به لا يجوز شرعاً، مؤكداً أن فتح باب الاحتفال بالأعياد البدعية يُعد إغلاقاً لباب السُنة وأن الإسلام جاء ليسمو بأخلاق الأبناء تجاه الوالدين عموماً والأم خصوصاً التي أُعطيت في ديننا ما لم تعطه في الشرائع الأخرى وأن حقها جاء مقدماً على حق الأب، مستدلاً بما رواه البخاري ومسلم في الحديث المشهور عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ، مبيناً أن الواجب على المسلمين أن يعتنوا بأمهاتهم كل يوم وأن الإحسان إلى الأم وبرها من مقتضيات الإسلام والإيمان.
 
وأوضح أن الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة يؤدي إلى آثار سلبية يأتي في مقدمتها انسلاخ الأجيال المسلمة من العقيدة والقيم والأخلاق الإسلامية، مذكراً بما ورد في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، شِبْرًا شِبْرًا ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ . قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟! )، مبيناً أن حب التقليد – وإن كان موجوداً في النفوس – فهو ممقوت شرعاً إذا كان المقلَّد يخالفنا في اعتقاده وفكره، خاصة فيما يكون التقليد فيه عَقَدِيّاً أو تعبُّديا أو يكون شعاراً أو عادة، مؤكداً أن ضعف الأمة الإسلامية في هذا الزمان أدى إلى زيادة تبعيتهم لأعدائهم، وراجت كثير من المظاهر الغربية سواء كانت أنماطاً استهلاكية أو تصرفات سلوكية، ومن هذه المظاهر الاحتفال بعيد الأم الذي يشجع على العقوق.
 
وأضاف المسباح: للأم حق الاحترام والإكرام والبر والصلة طوال العام، فما معنى تخصيص إكرامها بيوم معين ؟! مشيراً إلى أن هذه البدعة لم تدخل ديار المسلمين إلا من المجتمعات الغربية المتفككة التي انتشر فيها العقوق ، ولم تجد فيها الأمهات ملاذاً آمنا إلا دور الرعاية ، فظنوا أن إكرامها في هذا اليوم سيمحو إثمَ عقوقِها بقية السنة ، وقد قلدناهم في ذلك، مبيناً أن “عيد الأم” الذي يوافق 21 مارس – وهو رأس السنة عند الأقباط النصارى – لم يُحتفل به في بلاد العرب إلا على يد الأخوين مصطفى وعلي أمين في العام 1956 في مصر الشقيقة.
 
وتابع: مما ورد في أصل ما يسمى بعيد الأم أنه قد بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت هذه الاحتفالات مهداة إلى الإله الأم “ريا” زوجة “كرونس” الإله الأب، وفي روما القديمة كان هناك احتفال مشابه لهذه الاحتفالات كان لعبادة أو تبجيل “سيبل” –أم أخرى للآلهة. وقد بدأت الأخيرة حوالي 250 سنة قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام؛ وهذه الاحتفالات الدينية عند الرومان كانت تسمى “هيلاريا” متسائلاً هل يصح لنا بصفتنا مسلمين نؤمن بالله الواحد الأحد أن نحتفل بمثل هذه الأعياد؟