أقلامهم

سعود الحربي : الشخصية الكويتية لا تختلف عن العربية في الازدواجية

إصلاح أم مصالح

د.سعود هلال الحربي
علي الوردي (1913 – 1995) مفكر عراقي شهير ومتخصص في علم الاجتماع، وله كتابات ونظريات أو نظرات في هذا المجال، من أهمها الازدواجية في الشخصية العراقية وذلك بسبب المتناقضات التي تحملها هذه الشخصية أي بين ما تؤمن به وتنادي به وما تطبقه على أرض الواقع، وعند النظر لهذه الحالة أو التفسير الاجتماعي للشخصية نجد هذه الصورة شائعة لدى معظم الشعوب العربية، وهذا أيضا ما أدى لحركة التطور أو الجمود في أغلب مناحي الحياة العربية.
والشخصية الكويتية لا تختلف عن الشخصيات العربية في الازدواجية والمتناقضات في بعض الجوانب أو الممارسات، لذلك تجد البعض ينادي بالوطنية وحب الوطن ولكننا نراه في واقعه صورة مغايرة تماما لما يقوله، وأيضا نجد من يتكلم عن الديموقراطية وحرية التعبير والرأي واحترام الآخر ونراه في وجهه الثاني بعيدا كل البعد عما يقول، أو أننا نتكلم عن الاختيار الأمثل لأعضاء مجلس الأمة وفق مبادئ وطنية واضحة، ونكتشف بعد الانتخابات ان اختياراتنا بعيدة كل البعد عما رددناه وطالبنا به، فنظرة فقط لأسماء وأداء بعض الأعضاء ندرك هذه الحقيقية المرة.
من المتناقضات التي نراها اليوم أيضا في مجتمعنا الكويتي، التزييف أو الخلط أو التغييب لمفهوم الإصلاح والمصالح فالكل يتحدث عن الإصلاح ويطالبون الوزراء والأعضاء بأن يكونوا إصلاحيين، وعندما نقرأ بعض المطالبات أو المفاوضات غير المرئية نجدها تأتي في خانة المصالح الخاصة أكثر من الإصلاح العام أو الوطني، ثم ندخل في مشكلات لها أول وليس لها آخر، الى ان نصل لطرق مسدودة يتم بسببها حل مجلس الأمة أو الحكومة ونبدأ من جديد رحلة المعاناة، وعليه كيف نطالب أي وزير ان يُطور ويعمل ونحن نقوم بالضغط عليه لتحقيق مكتسبات شخصية، بل ان بعض المطالب بها قفز على القوانين والنظم وقد تصل الأمور في بعض الأحيان لمصادرة حقوق الآخرين، ولا يختلف الوضع عن أعضاء مجلس الأمة فهل نريد منهم تحقيق نهضة البلد والرقابة والتشريع أم للواسطة ومصالح الأفراد ثم نأتي ونقول أين الإصلاح؟.
ان ما نحتاج اليه هو الموضوعية والوضوح وفصل مصالحنا الشخصية الآنية عن مصالح الوطن وشعبه، وأن ننظر لمفهوم الإصلاح بشكله الكبير واستيعابه لكل متطلباتنا، وأن نقوّم أداء الوزراء وأعضاء مجلس الأمة من هذا المنطلق حتى لا نكون تجنينا عليهم وعلى أنفسنا والنتيجة النهائية تجنينا على الكويت.