أقلامهم

يوسف العنيزي : مجلس الأمة داس ببطن “الوحدة الوطنية” في جلستين !

الشعب ينادي بالوحدة الوطنية… والمجلس يدوس ببطنها

السفير يوسف عبدالله العنيزي
بداية هل نحن حقاً بحاجة إلى “الوحدة الوطنية”؟ وماذا يعني هذا المصطلح؟ هل هي حقاً دعوة صادرة من القلب أم أنها كلمة حق يراد بها باطل؟ المؤكد أننا لم نكن في يوم من الأيام في الماضي القريب أو البعيد بحاجة إلى هذا الشعار، بل إننا لم نكن نعرفه أو ندرك ماذا يعني! فالمجتمع الكويتي منذ نشأة الدولة يتكون من أطياف أربعة هم سنّة، شيعة، حضر، وبدو، ولم يكن هناك فرز واضح بين هذه الأطياف، فأغلب السنّة يعودون بأصولهم إلى القبائل العربية أو بعض المناطق من العراق أو إيران وبالتحديد بر فارس، ونفس الوضع ينطبق على الطائفة الشيعية بانتماءاتها القبلية أو المناطقية، أما الحضر فهم جزء من تكوين ما يطلق عليه البدو، حيث أفضت بهم الحال إلى أن يغدوا من سكان المدن، وهم في مجملهم تعود أصولهم إلى القبائل العربية.
الخلاصة تكمن في أن المجتمع الكويتي مزيجٌ يصعب فرزه أو تقسيمه، ومازلت أذكر مقولة أحد كبار المسؤولين في الأردن الشقيق وقد عاد للتو من الكويت، بأنه لعل من أسباب هزيمة المقبور صدام حسين في غزوه لدولة الكويت أنه لم يدرس بعمق المجتمع الكويتي ليعرف أنه من الصعب اختراقه أو تفتيته، بل أدى الاحتلال إلى وحدته وإصراره على تحرير أرضه بنضال لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
لقد تصدى الشعب الكويتي للكثير من المحن والغزوات ولكنه لم يركع أو يستسلم، فواجه ذلك بتضامن قل نظيره وبذل الروح التي لا يعادلها شيء فداء لهذا الوطن في أروع صور التضحية تجسيداً “للوحدة الوطنية”، ومن يشكك في ذلك فعليه أن يمعن النظر في أسماء لوحة الشرف والشهداء في حرب تحرير الكويت من براثن الغزو والاحتلال العراقي من أمثال مبارك النوت، أحمد قبازرد، وفاء العامر، أسرار القبندي، سيد هادي العلوي، عامر فرج العنزي، بدر ناصر العيدان وغيرهم ممن ندعو الله أن تكون منازلهم جنة الخلد مع الشهداء والصديقين.
ولو عدنا إلى التاريخ وبالتحديد إلى عام 1901 في معركة الصريف لوجدنا قائمة الشهداء تزخر بأسماء تجسد الوحدة الوطنية بأروع صورها اختلط فيها الدم الكويتي بكل مكونات المجتمع من أمثال صباح بوشيبة المطيري، عيد بن حبيب بن جامع العازمي، راشد محمد جاسم الشمالي، الشيخ صباح المحمد الصباح، عبدالوهاب شوقي الأيوبي، عيسى محمد المتروك، محمد سليمان العنيزي، وغيرهم ممن أنعم الله عليهم بالشهادة في سبيل الوطن.
هذه “الوحدة الوطنية” داس ببطنها مجلس الأمة في جلسته التي خصصها لبحث الوضع في سورية الشقيقة عندما انبرى بعض الأعضاء في دفاع مستميت عن طرف من أطراف الصراع في سورية، وتم تبادل عبارات وألفاظ وتهم بالخيانة، ولنا أن نتساءل أَمِن أجل هذا انتخبناكم؟ من أجل الردح النيابي والسب والقذف، كم يؤلمنا ما يحدث في سورية الحبيبة عندما نرى السوري وهو يقتل أخاه، وتدمر المساكن وتشرد العائلات في كارثة وطنية مؤلمة! ولكن يجب ألا تنسوا أن الكويت أمانة في أعناقكم… فأنتم مجلس الأمة الكويتي لا مجلس الأمن الدولي، فالكويت “لا شي قبلها ولا شي بعدها”.
***
وأيضاً… داس المجلس “ببطن الدستور” عندما قام بتغيير “بلاغ الاقتحام” في تزوير واضح لقرائن كثيرة متمثلة بأفلام وصور وتصريحات وشعار “من أجل هذا ولدتني أمي”… فهل يمكن طمس كل تلك الأحداث بتغيير بلاغ مكتب المجلس السابق بقرار من المجلس الحالي؟!
***
أمنية… بعودة السيد عدنان عبدالصمد، والسيد حسين القلاف، ود. حسن جوهر إلى كتلة العمل الشعبي لتكتمل صورة الوحدة الوطنية في هذا التكتل.
حفظ الله الكويت وقياداتها وأهلها من كل سوء.