أقلامهم

علي البغلي : «الاجر مقابل اللا عمل».. وهم مو عاجبهم!

أخلاق السويسريين

علي أحمد البغلي 
في الكويت وبتشجيع واضح من ثورجية مجلس 3 فبراير، اضربت مجاميع كبيرة من موظفي حكومة دولة الكويت (الاكثر) من مدللين.. من ناحية ظروف العمل، ومن ناحية المرتبات بالنسبة لمرتبات نظرائهم في الدول الخليجية الاخرى.. ومن المعروف منذ سنوات وانتاجية الموظف الكويتي في تدنٍ، وآخر احصائية اظهرت ان هذا الموظف لا يعمل اكثر من 11 دقيقة في اليوم بالمتوسط! في حين ان متوسط مرتبات موظفي الحكومة هي ما يزيد على 1300 دينار بالمتوسط (القبس 2012/3/19)… موظفو حكومة دولة الكويت شلوا مرفق الجمارك، وهو مرفق حيوي استراتيجي حساس، يمس امن الوطن والمواطن، وبخاصة امن المواطن المعيشي والغذائي من دون ان يرف لهم جفن! لا.. والادهى والانكى والامر ان حماتهم او محرضيهم لا فرق من اعضاء مجلس 3 فبراير، زعقوا وهددوا بانهم سيحاسبون وزير الدفاع لو انزل الجيش ليحل محل اولئك المتمردين!
وهو تصريح لا يمكن ان يصدر الا عن نائب كويتي، فدول العالم كلها تنزل الجيش والحرس الوطني في مثل تلك الملمات والاوقاف، وآخر من انزل الجيش والحرس الوطني للمطارات الفرنسية بعد اضراب شركات امن المطار الفرنسية هو الرئيسي الفرنسي نيكولا ساركوزي، ولا اظن ان النائبين خالد طاحوس او مسلم البراك يفوقان ساركوزي بالالمام بالديموقراطية وحقوق العمال!
كان ذلك الشهر الماضي، وقلنا ان العمال في فرنسا وغيرها لهم الحق بالاضراب، ولكنهم لا يقبضون اي اجر مقابل ايام اضرابهم، فقاعدة «الاجر مقابل العمل» مطبقة بصرامة هناك، بينما لدينا فالحكومة تطبق قاعدة «الاجر مقابل اللا عمل».. وهم مو عاجبهم!
***
نرجع لعنوان المقال عن مقارنتي الموظف الحكومي الكويتي والموظف او العامل السويسري، فقد جرى استفتاء بين العمال والموظفين السويسريين مؤخراً لمعرفة رأيهم في زيادة مدة اجازتهم السنوية من 4 الى 6 اسابيع؟!، وجاءت نتيجة الاستفتاء Referendum مذهلة للجميع، فقد صوت 60 في المائة ممن استفتوا بانهم ضد هذه الزيادة. فسقطت!، تصوروا ان ابناء هذا الشعب العامل الدؤوب لا يريدون زيادة في اجازاتهم السنوية، خوفا من ان يؤثر عدم عملهم سلبا في اقتصادهم القوي، والذي كان بمنأى عن الاختلالات الهيكلية في معظم اقتصادات الدول الاوروبية في السنوات الاخيرة!
فلله درك ايها الشعب السويسري «ما ترسلون لنا فرقة تدرب اعضاء مجلس امتنا ونقاباتنا العمالية على حب العمل!» فنحن اكثر بلد يعطي اجازات لعماله وموظفيه، واكثر بلد لا يعمل موظفوه الا بالبركة، واكثر بلد يطالب موظفوه بزيادات فلكية في مرتباتهم، والا فانهم سيشلون المرافق العامة، ويسودون عيشة بقية المواطنين، فمتى تصبح لدينا اخلاق السويسريين نحن الكويتيين؟!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.