أين كرامة أهل الكويت؟
جاسم التنيب
حتى الآن لم نعرف الأسباب التي تؤخر الحكومة عن تنفيذ مطالب الشعب وتجعل من الأمور حكاية ورواية وتضع العراقيل لمنع تنفيذ زيادات الرواتب.. مما جعل الحياة تقف بسبب هذا التعنت من قبل الحكومة ومستشاريها الاجلاء الذين يطلقون استشاراتهم المعوقة.
في خضم الأحداث التي تعصف بالكويت والكويتيين نقول هناك أمران لا يدومان في الإنسان.. شبابه وقوته، وهناك أمران ينفعان كل إنسان.. حسن الخلق وسماحة النفس، وهناك أمران يرفعان الإنسان.. التواضع وقضاء حوائج الناس، وهناك أمران يدفعان البلاء… الصدقة وصلة الأرحام، وهكذا كان أهل الكويت بالماضي لديهم القدرة على التعايش ويقفون إلى جانب بعضهم في كل الأحوال.. ولكن في هذا الزمن اختلفت الحياة وجعلت من الوطن موقعا للصراعات بسبب اخطاء تعيشها الحكومة.
بالأمس توقف موظفو الجمارك والعاملون بالخطوط الجوية الكويتية معلنين الإضراب مما تسبب في تعطيل الحياة بالكويت.. وغدا ستقوم أطراف أخرى بالاضرابات عن العمل ومع ذلك فإن الحكومة تقف مكتوفة الأيدي عاجزة عن اتخاذ أي قرارات تعيد المساواة والعدالة بين أبناء الشعب.
فقد اكتفى مجلس الوزراء بالاستنكار والشجب ورفض أن توضع الحلول الجدية لهذه المشاكل.. وطالبت الحكومة بفتح حوار يحقق المصلحة العامة ويأخذ في الاعتبارات البعد الاقتصادي والاجتماعي والتنموي والهيكلي لأي زيادات في الأجور والرواتب وبأن تباين وجهات النظر بشأن الزيادات والمزايا والبدلات أمر طبيعي وينبغي ألا يعالج بفرض الأمر الواقع والاضرابات خلافا للمصلحة العامة وبما يمس هيبة الدولة ويضر بمصالحها العليا… ورداً على هذا نقول إن الدولة تكيل بمكيالين.. فقد قامت منذ زمن ليس ببعيد بزيادات الرواتب لعدد من الوظائف الحكومية دون أن تنظر إلى المصلحة العامة مما يناقض هذا التوجه.
ديوان الخدمة ووزارة المالية لم يقدرا هذا الأمر فقد قللا من شأن الوظائف الأخرى وجعلاهم على الهامش وأصرا على ألا تتجاوز الزيادة الـ%25 وللمتقاعدين %12.5 مما يعد اجحافا لبعض أفراد الشعب الكويتي وهذا غير منطقي.
ولذلك على الحكومة أن تكون منصفة في هذا الشأن وتجعل المساواة بين الناس، كما أن على الحكومة أن تقوم بحماية الوحدة الوطنية من المهاترات والفوضى التي باتت تنخر بها من كل صوب فقد تطاول العديد على هذه الوحدة بسبب الخلافات التي أصبحت واضحة في التفريق بين ابناء الشعب الكويتي، فإن الأيادي الخبيثة والقنوات الإعلامية المأجورة تقوم بدس السموم القاتلة لأبناء الوطن، ولذلك على الدولة أن تقوم بما يحمي أركان هذا المجتمع من هذه السفاهات التي تطلق الأبواق النكرة ضد أهل الكويت والتي تسعى إلى ارضاء من يرسلهم في زعزعة البلاد وعمل الانشقاق بين الكويتيين.
إذا صح خبر موافقة مجلس الوزراء على زيادة مكافأة الوزراء من مائة ألف دينار إلى مائتي ألف دينار، فذلك يضع الحكومة في تناقض واضح بعد أن رفضت الحكومة زيادة مرتبات الموظفين بالدولة.. فقد رأت الحكومة بأن زيادة مكافأة الوزراء بسبب الغلاء المعيشي منطقية فكيف لا تفعل ذلك مع موظفي الدولة! أين المساواة والعدالة!.
آخر العمود:
على وزارة الإعلام أن تقوم بمسؤولياتها ضد من يحاول المساس بالكويت وبالوحدة الوطنية لتجنيب البلاد أي صراعات تحدث ويكون طرفها وسائل الإعلام.
قبل الختام:
الفرحة لم تكتمل خلال حفل تخرج الطلبة الضباط من أكاديمية سعد العبدالله، بسبب رسوب عدد من الطلبة الضباط في بعض المواد منها مادة الرياضة، وهذا من المؤسف أن يكون قرار الرسوب في هذه المادة سببا والتي حملت الطلبة على الإعادة وتأخيرهم عن زملائهم في هذه الفرحة.
أضف تعليق