سبر القوافي

بكم "نصالح ايامنا ونسامح الزمن"
فيصل خلف مرحى لك… من يستحق من ؟

حين قرأت للكاتب السعودي فيصل خلف الشاب بامنياته والنضر باحلامة كاقحوانة ربيعية تصافح الفجر قلت لروحي مرحى للحياة … مرحى للغة تصالح معها وكانت ملاذه, وتساءلت من يستحق من ؟ الحروف تستحق هذا الفيصل ؟ أم فيصل يستحق لعبة الاحساس بالابجدية المترامية على ضفاف بوح الروح . 

في سهرة فجرية “سبرية ” في “سبر القوافي” قلبت احلامك وسبرت سطورك … تارة اشتهي سبات الزمن العميق على سجادة جدتك وكم نحتاجها في عتمة القلوب التي لاترحم , سجادة نكون لها القيام والقعود, السجود والتسبيح لأبعد سموات تنجدنا من ضيم الواقع.

لتجرني سجادة جدتك الطاهرة من دنس الحياة الى حكايات جدتي التي تمترست على حدود “سفربرلك” ذلك الزمن الغابر الذي فرق الاهل وغيب الاحباب ,ومابين سجادة جدتك وسجادة جدتي تكبير لله والاوطان .
سجادة جدتي كانت صلوات النجاة حين مزق ذلك السفر البرلكي القلوب وشتت الرجال, وخبزن الجدات على مضض للغرباء تحت حد السيف , وكان تراب الوطن ملاذهن الوحيد للتضرع لجنات الله على الارض والخلاص .
لتغرق فجأة بعشقك لأبوفيصل والدك … ويجرني عشقك الى عشقي لمن اصبح تحت ردات التراب اطال الله بعمر والدك واحدث ذاكرتي كيف لي ان استجمع في هذا الفجر “السبري” ملامح الرجل العظيم أبي الذي خط لي اول السطور , الرجل الذي رمى بعقلي الصغير انذاك واصابعي الاصغر على رفوف الكتب بكل محبة وشغف , لاكتب الان وبعد عمر مديد عن شاب سعودي اكثر من رائع اسمه فيصل خلف ؟… شكرا للحياة .
والدك البدء ووالدي البدء … ومالذي يحدث ؟ كثيرون من الذين يقعون تحت مسمى “الكاتبجي” فجأة يرتحلون الى عميق عباءات الاباء لنتذكر اصالة كاننا نحتاجها الأن اكثر من اي وقت مضى … فعلا نحتاج الى من خرجنا من تحت عباءاتهم العابقة بالاصالة واللاءات التي تمجد الانسان والانسانية  بشريعة الفطرة والاخلاق .
فيصل الخلف وتكتب ايها الشاب عن الاحلام والامل والامال وفي كل اطلالة “سبرية” لك  ؟ و كأنك تشد كل جميل الى ضفتك الحلوة الماء المتجددة بالتفاؤل .
كتبت في احد مقالاتك  :
“واجب تجاهنا أن نُكرّم كُل من صنع لنا مجدًا أو شموخًا أو بنى لمجتمعنا وقدم لوطننا الكثير من النجاحات , هناك أجساد لم تدفن بعد يجب أن نُكرّمهم نظرًا لمسيرتهم الحافلة بالعطاء , من الخيانة أن نقف ولا نكرّم تلك الأسماء العظيمة في مجالاتها , أقل ما نفعل هو أن نُقبّل رؤوسهم وندعوا لهم بالرحمة والمغفرة .
 سأتحدث هنا عن الإعلامي السعودي والأستاذ القدير تركي الدخيل ….. “
وانا أيضا حين قرات لك احسست بواجب المحبة واحترامي للكلمة الجميلة الواعدة بأن اكتب لك وعنك … انت اشراقة من اشراقات الابناء حين نرى بكم المقبل المجيد يفرح القلب , ولابد ان يكون لدينا الايمان الكبير بكم  انتم شباب المستقبل , ومن لايؤمن بكل كلمة عاقلة منكم وحلم وجب تحقيقه وامل لابد منه وتفاؤل  كرمى لعيون المقبل يخطئ بحق الحياة والاوطان والمستقبل . فحين نبدأ باستدارة العمر انتم من يضيء بومضة الجديد .
على حد قول الشاعر احمد شفيق كامل معكم يافيصل يابني  “نصالح ايامنا ونسامح الزمن”  .
وكان ختام قراءة لك على امل قراءة جديدة :
“الأحلام لا تموت إلا إذا تحققت وبعض الأمنيات نموت ولا يرثها أحد ،الذين يحلمون هم الذين يعيشون الحياة بكل تفاصيلها والذين لا يحلمون حياتهم ناقصة وفيها خلل ، الأمنية تكبر يومًا بعد يوم ولا تنتهي من هذه الحركة إلا إذا توقفنا تحقيقًا لأمنية كُنّا نداعبها سابقًا مع الكد والجهد من أجل إنهاء أمنية نرجوها من خالقنا بأن ييسرها ويحققها لنا فيسرها وحققها”.
فلك كل امنياتي بأن تتحقق امنيتك … وتكون لنا وقفة في ذلك “المقهى الثقافي” الذي تستحقه .