سرعان ما كشّروا عن أنيابهم!
علي أحمد البغلي
الأصولية المصرية بجناحيها (إخوان – سلف) التي قفزت على ظهر ثورة 25 يناير الشبابية، بعد أن بانت تباشير نجاحها، ورأينا الظهور المفاجئ لأحد أساطينهم، يوسف القرضاوي، في ميدان التحرير، معتلياً منصة أقيمت له بعد أن وصل لقاهرة المعز بجوازه الدبلوماسي (القطري!) مُنصّ.باً نفسه ملهماً للثورة، وكأن جان جاك روسو وروبسبير وتروتسكي ولينين والخميني يُبعثون أحياء في صورة هذا الشيخ المسيَّس حتى النخاع، والذي يبتعد في أفعاله عن أصول الدين المتسامح بُعد الثرى عن الثريا!
الشعب المصري، المتدين، بفطرته، أتى بأغلبية كاسحة للإخوان والسلف، في مجلسي الأمة والشورى.. ورأينا تلك الأغلبية «الذقنية» أو «اللحوية» في أول جلسات تلك المجالس، التي كانوا محرومين منها، ورأينا النائب المؤذّ.ن، والنائب الكاذب، الذي أجرى عملية تجميل، وادعى أن هناك من اعتدى عليه لاكتساب صورة البطولة والضحية، وهو الأمر الوحيد الذي يبرع فيه هؤلاء!
تكشير الأنياب عن حقيقة الدوافع والميول، تجلّت في لجنة إعداد الدستور، المكونة من اعضاء المجلسين، حيث تم اختيار أغلبيتها من الأصوليين (إخوان – سلف)، وتم شبه إقصاء للعلمانيين والليبراليين والأقباط والصوفيين والشيعة، وباقي الأقليات الأخرى، وهو أمر أجمع كل ذي بصر وبصيرة على أنه إحدى علامات فشل ثورة 25 يناير، التي استبدلت بدكتاتورية عسكرية دكتاتورية أصولية!
* * *
هناك من يخشى أن يتكرر سيناريو 1954 بعد نجاح ثورة يوليو، وعند مناقشة الدستور الجديد تبين لقادة تلك الثورة أن الدستور سينحو مناحي لا تمتّ للديموقراطية بصلة، بل سيُصاغ بصورة تضمن هيمنة الإخوان المسلمين على الحكم، فقرر قادة الثورة، بقيادة المرحوم جمال عبدالناصر، عزل أو تنحية المرحوم محمد نجيب، المتراخي والمتعاطف مع «الإخوان» واستبعاد «الإخوان» عن المسرح السياسي، والاستيلاء على كل مقاليد الأمور، فدكتاتورية عسكرية خير مليون مرة من دكتاتورية أصولية، بعض المراقبين يخشى أن يكرر المجلس الانتقالي العسكري هذا السيناريو، خصوصا بعد الاستفزازات المتكررة التي يقوم بها «الإخوان» في مواجهة ذلك المجلس، باتهامه أخيراً بنية تزوير الانتخابات الرئاسية المقبلة.
* * *
ما نود أن نخلص إليه هنا هو أن «الإخوان» هم طلاب حكم، كما قال- وبحق- رئيس عام شرطة دبي الفاضل ضاحي خلفان، وهم يركزون الآن على الكيكة الدسمة لدول الخليج العربي الثرية، وستكون باكورة نشاطهم «لؤلؤة الخليج سابقا» الكويت، حيث تجلى ذلك في نجاح اكثر من مرشح مبتدئ لهم في مجلس الأمة! كما يشارك كبار دهاقنتهم ومنظّريهم في الحكم بشراسة وقوة، ألم يقم أحد «جنرالاتهم» بالمشاركة في تشكيل الوزارة الحالية، وقد كان يصوّر نفسه في السابق شيخ شيوخ المعارضة؟! نقول لكل ساذج وغافل أتى بهؤلاء في كل أنحاء الوطن العربي، من مراكش إلى الكويت، هاهم الآن قد كشَّروا عن أنيابهم، وأظهروا حقيقة نواياهم، وانتظروا يوماً يقمعون فيه كل حرياتكم، لتترحَّموا على أيام دكتاتورييكم السابقين!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أضف تعليق