الغائبون عن بغداد
ناصر المطيري
الغائبون عن قمة بغداد أربعة رؤساء عرب خلعتهم ثورات الربيع العربي وهم من الوجوه التقليدية للزعامات العربية التي شكلت المشهد السياسي للقمم العربية في الثلاثين سنة الماضية من الزمن العربي وسنواته العجاف قبل أن تهب عليه رياح الربيع والتغيير بفعل الشعوب.. قمة بلا حسني مبارك وبلا زين العابدين بن علي، وقمة تفتقد قفشات ساخرة وفواصل فكاهية من معمر القذافي، قمة عربية يغيب عنها شاويش اليمن المعتق.
وربما بعض من سنراهم اليوم من زعماء عرب في قمة بغداد لن نراهم في القمة التالية فالربيع العربي مستمر متواصل..
وكما أن لبغداد خصوصيتها في الضمير العربي أيضا لقمتها خصوصية اضافية كونها أول قمة عربية تنعقد بعد ثورات الربيع العربي بل هي تنعقد في أثناء استمرار الحراك العربي الشعبي.. وبغداد التي يلتم شمل الزعماء العرب أو ممثليهم فيها هي النقطة الأقرب لدمشق التي تضطرم فيها نيران الثورة السورية ضد نظام البعث الاسدي..
وبالتأكيد فان الملف السوري سيكون الملف الرئيس على طاولة القمة العربية بكل ما يشكله من تجاذبات وتقاطع في المواقف العربية، الملف السوري الذي سيكون متصدرا قمة بغداد فحشدت له سورية ما تبقى لديها من عتاد سياسي ودعم لوجيستي من ايران وروسيا، وهي تعرف مدى الشلل الذي أصاب المنظومة العربية بعد أن فقدت قوة التأثير وسلمت للقوى الاقليمية مفاتيح الجامعة العربية.
وثمة خلافات جدية بين العرب حول المسألة السورية. حيث ان الدول الخليجية المحافظة تصر على ضرورة تسليح خصوم النظام في دمشق، بينما تدعو بلدان عربية أخرى، من بينها العراق، الى حل سياسي. وهنا تسعى دمشق للتحرك والمناورة السياسية عبر طرح بعض الأوراق السياسية الزائفة التي تمنح نظام دمشق عمرا أطول من أجل انجاز مهمته في قمع ثورة شعبه..
القمم العربية السابقة التي عقدت في أجواء أكثر هدوءا من أجواء اليوم وبحضور طاقم الرؤساء العرب كاملا لم تخرج بما يلبي ارادة الشعوب أو يعزز مكانة الجامعة وفعاليتها فماذا عسانا ننتظر من قمة تنعقد في عاصمة عربية جريحة وقمة منخفضة التمثيل أغلب ممثلي الزعماء العرب فيها من السفراء والدبلوماسيين؟ اذن هي قمة تفتقد الفعل.
أضف تعليق