كتاب سبر

النقد المباح

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:”ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع الرفق من شيء إلا شانه” .
في الحقيقة هناك عدة طرق وأساليب تجعلنا نتعامل مع الآخرين بشكل مقبول وايجابي ،ومن الأمور المهمة والتقديرية التي يجب أن نضعها بعين الاعتبار ،أن ندرك تماماً أننا جميعاً مختلفون في الطريقة التي نفهم بها هذا العالم ،وأن نستخدم هذا الفهم كدليل يرشدنا إلى الاتصال بالآخرين  دون الحط من قدرهم  والاستهانة بأفكارهم .
 
 إن النقد هو أحد الوسائل المهمة لإبداء الرأي دون المساس والتشهير بالشخص المنتقد ، فالأهداف المرجوة من النقد هو بناء آراء متكاملة  نسد من خلالها الثغرات التي يأتي بها المشرع أو الكاتب أو القانون لنحظى برؤية  جلية مستدامة على المستوى العام ، إن حرية  النقد للأفراد تماثل حرية رجال الصحافة مع الاختلاف البسيط  بما يفرض على الإعلاميين من قوانين مرتبطة بنصوص المواد المعمول بها في الدولة ،فلا ينتقد شخص إلا لعمل يحمل الكثير من التساؤلات ،وكلما اتسعت دائرة النقد كان المنتقد محط أنظار الناس خصوصا إذا كان من الشخصيات -المنظورة- التي تمثل الشعب وينوب عنهم في اتجاه علمي أو سياسي  ،ونحن بني البشر لسنا معصومين من الخطأ  وأكثر المخطئين هم الذين يعملون بشكل مستمر ، وهذا لا يعتبر خطأ بحد ذاته فضلاً عمن هم يجلسون في مكانهم ويكون شغلهم الشاغل فقط الانتقاد دون أن يحركوا ساكناً ،فهناك من ينتقد فقط من أجل إبراز نفسه أمام الآخرين وأنه قادر على عملية النقد ويملك القدرة والملكة على التحليل حتى ولو كان العمل المنتقد مستوفيا للشروط ، يقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام : ” لا تتبعوا عثرات المسلمين،فإنه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته ،ومن تتبع الله عثرته يفضحه ” .
 
 هناك فرق كبير بين النقد المباح والنقد الرديء الذي يكون شديداً على الآخرين وقاسياً ويحمل من الكلمات ما يجرح مشاعرهم وينقص من شأنهم ، ولم نعتد في بلدنا الحبيبة على هذا النوع من النقد السلبي الذي بدأ يأخذ شكلاً عادياً بين الناس خصوصاً في المواقع الإلكترونية مثل تويتر والفيس بوك وبعض المدونات والمنتديات ،العديد من الأعضاء يوجهون رسائلهم وانتقادهم بلغة شديدة اللهجة وبعبارات تهين الذات وتمس الكرامة الإنسانية ،فإذا أردت عزيزي القارئ أن تنبذ الخلاف وتصحح القوام المعوج  عليك أن تبدأ عملية النقد البناء الذي يهدف للإصلاح من خلال  اختيار الوقت والمكان والكلمات المناسبة والابتعاد عن النقد أمام الآخرين بصورة مجحفة وعدم إحساس الطرف الآخر أنه قام  بأمر كبير لا يغتفر له  وتهوين الأمر عليه ، وأعلمه أن نقدك له بمثابة النصيحة التي تتشارك معه من أجل الإصلاح . 
 
  Twitter@AlMujanni
 www.almujanni.com