بأي ذنب قتلت ؟!
مبارك الهاجري
الجريمة الإرهابية التي وقعت الشهر الماضي في مدينة تولوز الفرنسية، والتي تمثلت بقتل أطفال صغار، دون ذنب أو تهمة، سوى أنهم ينتمون إلى الديانة اليهودية، قتلوا ظلما وعدوانا، على يد إرهابي، وليس إسلاميا، كما تروج وسائل الإعلام، وشتان ما بين الاثنين، بالطبع لم تأت هذه العملية بسهولة، لولا الحالة التي شلت عقل وتفكير الفاعل، نتيجة غسيل المخ، الذي تعرض له على يد ما يسمى بتنظيم القاعدة، وسفرات المجرم المتكررة إلى جحور هذا التنظيم، ونيله العلم الإجرامي في كيفية سفك دماء الأطفال ورجال الدين والعزل من عامة الناس!
رسولنا الكريم، عليه الصلاة والسلام، كان جاره يهودي الديانة، وكان هذا الجار سيئ الطباع والخلق، ورغم ما فعله بحق خير البشر، إلا أنه أسلم، لما رآه من خلق المصطفى، وتجاوزه عن الإساءات، والتي بلغت حدا، تجعل الحليم ينفجر، إلا أن سماحة النبي الكريم، وحلمه، جعلت من العدو صديقا، أما كان أجدر بمجرمي القاعدة، إن كانوا، كما يزعمون، ينتمون إلى الإسلام، أن يجعلوا من سيرة النبي الحبيب عليه الصلاة والسلام قدوة ومدرسة ينهلون منها احترام الآخرين ومعتقداتهم ومساعدتهم عند الحاجة، ليكونوا سببا في هداية الناس بدلا من تجييش أنفسهم لتنظيم لا يتمنى الخير للمسلمين وتاريخه مليء بالإرهاب والإجرام في كل مكان ماعدا إسرائيل التي يعجز عن محاربتها، وهو يرى رأي العين ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، من قصف وحشي، وتنكيل، ومسح للهوية الوطنية!
أين تنظيم القاعدة من الإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام البعث المجرم بحق الشعب السوري، ألم يسمع صرخات الأطفال والعجزة والنساء، أين معتصم القاعدة لعله يشعر بالخجل ويهب مسرعا ليقاتل كتائب الأسد، التي عاثت في الأرض فسادا، فلم تبق في طريقها قائما إلا سوته بالأرض! تبا ثم تبا، لتنظيم يدعي الجهاد، وهو مختبئ في الجبال، أي جهاد هذا، وأنتم ترون الشعوب المسلمة تتعرض للقتل، والترويع، سحق كامل بكل ما تعنيه الكلمة من معنى!
الجهاد ليس بعمليات غسيل مخ الجهلة، والمغررين، وإنما بمواجهة أعداء الأمة، جهادا حقيقيا، لا ظلم فيه، ولا انتهاك لحرمات الله، جهاد يعيد الحقوق إلى أصحابها.

أضف تعليق