رسالة حب إلى البحرين
شعر / سامي القريني
شيءٌ نجهلُهُ في الأعماقْ
شيءٌ ما بَاحَ به قلمٌ
مِنْ قبلُ، ولمْ تفتَحْهُ يدٌ،
لمْ تشربْ خمرتَهُ الأوراقْ
مَلمَسُهُ ملمسُ عصفورٍ
لكنَّ لهُ إنْ ثارَ دماً
تبتلُّ بِهِ كلُّ الأعناقْ !
فكَّرتُ بأنَّ أدْعُوَهُ اليومَ
إلى مائدتي كي نتقاسمَ بعضَ الشعرْ
حتى يُطعمَني لوزَ الصبرْ
حتى أتعلمَ منه العزفَ على لغتي،
أصهرُهُ في عطشِ الصلصالِ
وأكملُ وحدي نَحتَ الجمرْ !
هو عشقٌ يرقصُ في دمنا
ويقودُ الأمسَ إلى غدنا
تندى الكلماتُ على فمنا
والمعنى يُثمرُ في يدنا
ويُهرولُ تحتَ الشريانِ
كالخيلِ، ويوغلُ في الليلِ
يسقينا الشايَ معَ الهيلِ
فنرى أنفسَنا مرميينَ على قارعةِ الهذيانِ ..
يشرحُ هدأتَنَا للإعصارِ
يُرتلُ آياتِ الأشجارِ
بصوتٍ أرهفَ من ناياتِ البريَّةْ
ويعيدُ الروحَ الثوريةْ
في الصخرِ، وفي أعذاقِ النخلِ
وفي الأعشابِ، وفي الأبوابِ
وفي آبارِ الإنسانِ ..
ويؤلفُ بيـْن مشاعرِنا
يَرتقُ أثوابَ محابرِنا
يُرسلُ في الصحراءِ السكرى بالقَمْعِ –
رياحَ الحريةْ ..
تقتربُ الآنَ من البحرينِ أغانينا
تقتربُ الآنَ .. تُنادينا
الرملُ تحنّى بدمِ الغيبِ وأخرسَ كلَّ قوافينا
يا بحرُ تكلّمْ .. !
قد أيبسْتَ مراسينا
والليلُ كفيفٌ .. ومخيفٌ،
وكثيفٌ في هذي الساعاتِ
ضبابُ الـموتِ
وموجُ عويلك يُعمينا
يا شمسُ : هِباتِكِ أعطينا ..
هو شيءٌ نجهلُهُ فينا !
كيمامٍ يطوي أضلعَنَا
ويبثُّ هديلَ عواطفه في القلبِ،
وملءَ قُرَى العينَيـْنْ
هو هذا الحزنُ الراكضُ بينَ جوانحِنا،
ألساكنُ خلفَ ملامحِنا
نبصرُهُ قَدَراً .. ومصيراً
وخطوطَ شقاءٍ في الكفّيـنْ !
إنْ كنتُ كويتياً فدمي
– في غضبي العاصفِ أو شجني –
يتفتَّحُ في جَسَدِ البحرينْ .
أضف تعليق