حين يتكلم ضاحي
صالح الشايجي
حينما يتكلم الرجل الأمني العربي الأول، «ضاحي خلفان» مدير شرطة دبي فلابد من الإنصات إليه بإحساس واع وإدراك، فالرجل ليس سهلا أن يتكلم وإن تكلم فإن كلامه جد لا يقبل الهزل، وصدق لا يقبل الدحض والتفنيد!
وللرجل في ساحات الأمن صولات مدوية في الأسماع وجولات متسعة الأبعاد، وهو لا يتكلم من فراغ، ولقد تكلم أخيرا عن معلومات استخباراتية عالمية تتحدث عن تمكين «الإخوان المسلمون» من حكم دول الخليج العربية!
وليس غريبا ما نبه إليه الفريق ضاحي، ولكن الغريب والمريب هو التشكيك فيما قال، وذلك لأن لأقوال الفريق «ضاحي» شواهد عدة تتصل بتاريخ جماعة «الإخوان المسلمون» ـ الذي يمتد لأكثر من ثمانين عاما ـ تتمثل في نزوعهم للسلطة السياسية والهيمنة الاجتماعية ونشر ثقافتهم في المجتمع واعتمادهم العمل العسكري السري، في الوقت الذي يظهرون فيه للناس بوجه الناصح الأمين التقي الباسم الثغر الناصح والدال على الخير.
والجماعة تنتقي أفرادها – وبالذات قياديّوها – من الفطنين اللسنين الأذكياء والذين يجيدون الحديث والتلاعب بالألفاظ والصبر والأناة وطول البال وعدم الاستفزاز.
وهم جماعة باطنية تبطن غير ما تظهر، وهي إلى جانب ذلك جماعة براغماتية نفعية ميكيافيلية، وشواهد ذلك كثيرة وعديدة وأذكر في هذا الصدد أن فرعهم الكويتي قد اختار ـ في احد الوفود التي تزور بعض البلاد الإسلامية التي أقامت فيها الجماعة مشاريع «خيرية» – كاتبا صحافيا ممن عرفوا بعدم التزامهم الديني ومن أشد المناوئين للمتدينين، ولما أبدى البعض استغرابهم من أن يكون فلان الكاتب من ضمن وفد «إسلامي» أجاب متحدث الجماعة بهذه العبارة البذيئة «كلب ينبح لك ولا كلب ينبح عليك»!
وحين قيل لهم مرة إن المدير الفلاني في إحدى مؤسساتهم المالية الكبيرة يتعاطى الخمر! قالوا مادام ينفعنا ويحقق لنا المكاسب فلا شأن لنا بسلوكه!
والغرب غير ملوم حين يعاضد «الإخوان المسلمون» لأنهم الوحيدون الذين يطمئن إليهم والقادرون على تحقيق مصالحه الآنية والمستقبلية، وهو الأمر الذي لم تستطع النظم العربية المؤدلجة وغير المؤدلجة تحقيقه.
أضف تعليق