أقلامهم

عبداللطيف الدعيج: المتطرفون السنّة يريدون الغاء الشيعة

رخصوا لهم أولا.. وبعدين راقبوهم

عبداللطيف الدعيج 
أنا بعد شوي واصير {عبداللطيف دويسان} من كثر ما دافعت عن الشيعة. لكن الحقيقة انني لا اتعمد ذلك، فالشيعة مثل السنة عندي، مواطنون كويتيون، لهم ما لهم من حقوق وعليهم ما عليهم من التزامات. المشكلة ان البعض او الاغلبية النيابية المنتشية هنا تعمدت مؤخرا «العناية» بامر الشيعة. والعناية هنا ليست احتضانا وتضامنا مع الاسف، لكن محاولات مقصودة لتحجيم الشيعة وللتضييق عليهم في ممارسة عقيدتهم. وطبعا ينسى اعداء الديموقراطية من رواد الاغلبية ومتطرفيها اننا في مجتمع ديموقراطي، وان الذي يحكم بيننا هو الدستور الذي تعاهدنا ككويتيين عليه، وليس عقيدة اهل السنة او الفرقة الناجية، كما يحلو لانفسهم تسميتها. هذه «العناية» مع الاسف هي التي تدفعنا للانتصار للشيعة وللوقوف معهم ضد الباطل والتحامل الذي يتعرضون له.
إن المطالبة بمراقبة الحسينيات تكاد تكون مقبولة ومعقولة، رغم انني ضد التدخل في الدين، تماما مثل ما انا ضد تدخل الدين في السياسة او في الحكم.  المفروض في رجل الدين ان يمارس تدينه وينصح رعيته بحرية، طالما ان هذا النصح وهذه الممارسة داخل المكان الخاص المعد لها، ولم تتعد جدران مكان التعبد او تصل الى مرأى وسماع الاخرين «الميكروفونات». لكن ما يغيب عن بال السادة من الاغلبية المتنمرة هذه الايام ان المساجد السنية التي تراقبها الوزارة، هي مساجدها هي، وان القائمين عليها من أئمة وفراشين يعملون ويتقاضون رواتب واجورا من الوزارة. بل هم يتمتعون بالسكن وغيره من مميزات بوصفهم موظفين «تابعين» لوزارة الاوقاف. والحال كذلك فان مراقبة وزارة الاوقاف لموظفيها أمر عادي، والتحقق من ادائهم لوظيفتهم امر من اول مسؤوليات الوزارة واقسام الرقابة فيها.
مساجد الشيعة او حسينياتهم، هي «مساكن» خاصة بنيت على حساب اهلها، وتُسير من قبلهم. بل الواقع ان بناء مساجد للشيعة كما هو بناء كنائس او معابد لبقية الديانات يلقى المعارضة والرفض من قبل الهيئات والادارات الحكومية. 
ايضا المراقبة مقبولة ومعقولة ان كان القصد انها مثل الرقابة على مساجد السنة، الهدف منها ابقاء الامور في نطاقها الديني وفي مجال الذكر والنصح والتعبد فقط. لكن السادة طلاب المراقبة يريدون مراقبة الحسينيات بحيث لا تخرج عن دائرة «مذهبهم» هم، وبحيث تصبح تحت سيطرة وتوجيه «الفرقة 73»، اي القضاء على التفرد والتميز الشيعي.. وهذا يعني بالعربي الغاء الشيعة ومذهبهم وهذا هو الهدف الحقيقي والمحرك لنشاط اغلب المتطرفين الدينيين من السنّة هذه الايام.