الغوغاء..قصة كفاح
محمد مساعد الدوسري
في كل يوم تشرق فيه الشمس، يتحقق إنجاز جديد لمن أطلق عليهم الساقطون لقب “الغوغاء”، بعد أن هز هؤلاء الغوغاء عروش الفساد في كل مكان، بدءا من الحكومة إلى وزارات الدولة، وانتهاء بجمعيات النفع العام، واليوم حقق الغوغاء الأبطال انتصارا جديدا بتحرير جمعية حقوق الإنسان من الفكر القديم الموالي للحكومة ولمصالحه، والذي ارتهن الجمعية لتحقيق هذه المصالح.
يجب علينا في البدء أن نؤكد على إنسانية بعض العاملين في مجلس إدارة جمعية حقوق الإنسان الماضية، وهذا حقهم على المواطنين الذي شاهدوا بعض أعمالهم التي كانت تثبت ذلك، غير أن هذا لا يعفيهم من سكوتهم عن الفساد الذي ضرب الجمعية ولم يستطيعوا تغييره، رغم مناصبهم التي كانت تسمح بطلب جمعية عمومية غير عادية لإصلاح الخلل الذي طرأ على أداء الجمعية في السنوات الأخيرة.
الجميل في قصة الغوغاء العظماء، هو كفاحهم المستمر لدحر فلول الحكومة السابقة في كل مكان، بلا كلل أو ملل، وسعيهم لإصلاح الأمور في كل زاوية من زوايا الدولة، ورغم أن مساعيهم كانت تنجح في بعض الأحيان وتفشل في أحيان أخرى، إلا أنهم مصممون على الاستمرار في طريق إزالة الفساد وإصلاح الإعوجاج في كل مكان رأوا أنه وقع ضحية للفساد وسيطرة بعض الفاسدين.
عودة إلى الوصف الذي تم إطلاقه عليهم من قبل البعض وهو الغوغاء، ويجب أن نؤكد هنا أن من وصفهم بالغوغاء هم المجاميع التي كانت تستفيد من الفساد المستشري في أركان الدولة ومؤسساتها، وهي مجاميع “حلبت” أموال الدولة واستولت على أراضيها، وعطلت مشاريعها بسبب عدم إرساء بعض المناقصات عليهم، وعبثت بالقوانين، بل وعطلت العمل بنصوص الدستور، وبعد ذلك كله يصفون غيرهم بالغوغاء، فمن هم الغوغاء فعلا؟.
إن السعي إلى إصلاح الدولة من قبل شباب يرى بلاده تتراجع على الصعد كافة، هو أمر عظيم كان يفترض بمن يملكون زمام الأمور الإشادة به، إلا أن ذلك لم يحصل للأسف، وبينما كان بعض الشباب الآخر، يقيم معارض للكب كيك وأزياء فساتين السهرة، ويجدون الدعم من الحكومة، كان الشباب “الغوغائي” يصل الليل بالنهار في ساحات الإرادة والحرية للدفاع عن الدستور والمطالبة بتطبيق القانون وتفعيله على الجميع، فأين الدولة من دعم الشباب المخلص للوطن حقا؟.
أضف تعليق