كتاب سبر

رسالة “عتب” إلى مسلم البراك ..

عزيزي بو حمود .. 
ربما يوافقني الكثير من الكويتيين أنك منذ دخولك مجلس الأمة في عام 96 وأنت تشكل حالة استثنائية في العمل البرلماني، وأنك استطعت خلال هذه السنوات أن تتصدى بكل بسالة لقضايا الفساد والعبث بالمال العام كما دافعت عن الدستور والمكتسبات الشعبية بكل صلابة، ولم تكن ترجو من ذلك كله إلا وطناً ينعم فيه جميع أبنائه بالكرامة والحرية والعدل والمساواة، ونذرت جهدك وصحتك وراحتك لتحقيق هذه الأهداف النبيلة التي لا أشك في صدقها .. و نجحت أيضا في تقديم نموذج للبرلماني الذي استثمر “كاريزمته” وشخصيته وتواضعه وشعبيته لتكوين قاعدة عريضة محبة وواثقة امتدت من شمال الكويت إلى جنوبها .
عزيزي بو حمود .. 
 
لا تتضرر الأوطان بشيء بقدر ضررها من الأطروحات والاصطفافات العنصرية والطائفية ، لذلك “تفازع” الكثير من شباب الكويت المخلصين بكل شرائحهم إلى الأندلس والعقيلة عندما تعرضت قنوات الفتنة لشريحة من شرائح المجتمع وهي من أبناء القبائل الكرام ، لكننا للأسف لم نر تلك “الفزعة” عندما تعرضت الطائفة الشيعية للطعن في عقيدتها وتم التشكيك في ولائها وانتمائها كما تعرض أبناء القبائل لذلك لكن هذه المرّة من قبل بعض زملائك النواب وبعض الناشطين السياسيين الذين شاركتهم في تجمعاتهم . 
لا أحد يقبل أن يتم التعرض و التطاول على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد استنكر الشيعة مع السنة ما كتبه ذلك المغرد في حسابه بتويتر و طالبوا بمحاسبته ومعاقبته إن كان هو فعلا الفاعل، لكن هل تقبل يا بو حمود أن يتم استغلال هذه الحادثة للنيل من الشيعة من قبل بعض المتشددين ؟ وهل تقبل أن يقول زميل لك في المجلس أن “الحسينيات تربي الزنادقة” ؟ هل تقبل أن يصف زميلك  الحسينيات “بالخبيثة” ؟ و إذا كنت لا تقبل في مثل هذه الأطروحات فماذا فعلتم تجاهها ؟ هل اكتفيتم بالسكوت عنها ؟ هل طالبتم الحكومة بتطبيق القانون عليهم مثلما فعلتم مع قنوات الفتنة أو أصحاب الرأي العنصري ؟ أم أن الطرح العنصري وحده هو ما يشق الوحدة الوطنية و الطرح الطائفي لا يؤثر عليها ؟ إن مشاركتكم معهم دون “التبرؤ” من أطروحاتهم هو قبول “ضمني” بما يقولونه، و السكوت عنهم في مثل هذه الظروف هو تخاذل .
عزيزي بو حمود .. 
في المجلس السابق أيدتم استجواب “سطحي” لرئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد عن التدخل الإيراني في الكويت ( لست ضد مبدأ الاستجواب في هذا الموضوع لكن ما تم تقديمه لا يرقى لأن يكون استجوابا ) بحجة أنكم تريدون رحيل الرئيس بأي ثمنن وأيّاً كان موضوع الاستجواب و نية مقدمه، قبلنا هذا العذر على مضض ، لكن ما هو عذركم اليوم ؟ وفي حادثة أخرى أشدتم بالدكتور حسن جوهر لموقفه في استجواب “ديوان الحربش” ووصفتم تصويته المؤيد لكم بأنه عن 10 أصوات لأنه كسر اصطفافا طائفياً حاول البعض تصويره في حينها ، على الرغم من أننا جميعا نعلم بأن هذا الموقف كان يخالف توجه غالبية أبناء دائرة الدكتور، لكنه انتصر لمبدئه و دفع الرجل ثمن هذا المبدأ ، فلماذا لا تفعلون كما فعل الدكتور جوهر وتنتصرون لمبادئ نحاول جميعا ترسيخها ؟
عزيزي بو حمود .. 
سبق وأن قلتم بأن هناك أطرافاً في السلطة وخارجها يسعون لتقسيم المجتمع لأن مصلحتهم و أهدافهم تتحقق في هذا التقسيم، و السؤال هنا إذا كنتم قد كشفتم نواياهم ومخططهم لتقسيم المجتمع فلماذا يسير بعض نواب ” الأغلبية ” في هذا المخطط و تشاركونهم أنتم في الوقوع بهذا “الفخ”  و تسيرون إلى الحفرة التي يريدونكم أن تسقطوا فيها ؟
تتحدثون دائما عن حاجة الكويت لـ “رجال دولة” لإدارة شؤون البلاد في مجلس الوزراء ، وتضعون المواصفات لهؤلاء الرجال الذين يفترض توزيرهم، وتأتي المشكلة دائما بأن مجلس الوزراء لا يستجيب لذلك، و لكن ألا تتفق معي بأن النواب كذلك يجب أن يتمتعوا بصفات رجال الدولة أيضا ؟ فلماذا لا تقدمون النصح أيضا لزملائكم في المجلس بأن يتصرفوا بمسؤولية تجاه هذا البلد و إن لم يستجيبوا يجب أن تعتزلوهم على الأقل .
عزيزي بو حمود .. 
قد تتساءل عن سبب توجيه هذا الكلام لك تحديدا دون بقية النواب الآخرين ، أوجه هذا الكلام لك لأنني أعرف أنك تتمتع بصفات رجل الدولة ، أوجه لك هذا الكلام لأن عليك مسؤولية وطنية كبيرة ، فمثلما هناك متطرفون في خصومتك هناك متطرفون في محبتك ، يقلدون تصرفاتك ويرددون مصطلحاتك ويرفعون أصواتهم كما تفعل ، أوجه لك “عتبي” بقدر محبتي و إعجابي بشخصك الكريم و أنت شخصيا تعرف ذلك .. أوجه لك هذا الكلام لثقتي بقدرتك على تغيير المزاج العام للشارع . أعرف بأنك قد تخسر بعض الأصوات لكنك ستكسب وطناً ينعم فيه جميع أبنائه بالكرامة و العدالة و المساواة.. أوجه إليك كلامي لأنك تعرف بأنني و غيري من الشباب قد قاومنا الاصطفافات التي حاول البعض فرضها علينا .. أوجه إليك كلماتي لأني مؤمن بأن مقولة “مارتن لوثر كنج” صحيحة و هي أن ” المصيبة ليست بظلم الأشرار إنما في صمت الأخيار” .. و أحسبك من الأخيار .
و في الختام  .. 
أعرف بأنه قد يطالني بعض “الهجوم” من بعض محبيك و المتحمسين من مريديك الذين قد تغلب عاطفتهم تجاهك، ولكن أنا مستعد لذلك وعزائي أنك تعرف أني لا أساهم في الحملة الشرسة التي تتعرض لها من قبل بعض خصومك.. و طلبي الأخير أتمنى أن تمنع عني هجوم المخلص والصادق عباس الشعبي فقط.. و البقية أنا كفيل بهم  لأن عتب الغالي “بو محمد” أشد فتكاً بي من هجوم الباقين .. و تقبل تحياتي.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.