أقلامهم

هيلة المكيمي: جمعية الخريجين الهدف القادم للسقوط؟

القبائل والبؤساء وحقوق الانسان!!

د. هيلة حمد المكيمي
2/4 كان يوم الانتخابات الجديدة لمجلس ادارة جمعية حقوق الانسان وكنت اعتقد بأنها ستكون انتخابات اعتيادية كسابقاتها التي حضرتها، الا انني فوجئت في صباح ذلك اليوم بسيل من الاتصالات من عدة اطراف من اصدقاء اعزاء يناشدوني الصوت، وفي الحقيقة اعز تلك الاتصالات من فهد الحميدي العجمي يوصيني باخيه خالد، والحق يقال ان فهد اخ لم تلده أمي فقد جمعتنا رحلة لأحد المؤتمرات في الخارج واكتشفنا أننا مواليد نفس التاريخ ونفس السنة ونفس اليوم ونفس المستشفى!! يعني لو حصلت حدوتة مصرية او فيلم هندي وتم تبادل اللفة لكبرنا هيلة العجمي وفهد المكيمي، ولكن شاءت الاقدار ولله الحمد ان يعيش ويتربى كل منا في وسط اهله واحبائه من اسر كويتية كريمة وان نلتقي كاخوان في المستقبل في صدفة جميلة!!
اخي فهد عنصر كويتي وطني متميز اثق في رأيه وأحترمه وفي خضم هذه الاتصالات المتعددة، اكتشفت فيما بعد ان غالبية الاتصالات تأتي من اصدقاء اعزاء من الطرفين اما قبائل او شيعة، وتساءلت في نفسي كيف لنا ان ننهض بحقوق الانسان، ونحن نفتقر الى ابسط حقوق الانسان ألا وهي الوحدة الوطنية والمواطنة الدستورية وحالة من الانقسام المجتمعي. 
وبالتالي فان الفوز على اساس الهوية الاجتماعية، هل يعني أن هذه المجموعة سوف تستأثر بالدفاع عن حقوقها الانسانية دون غيرها؟ وهل في حال ان تعرضت المجموعة او الطائفة الاخرى لأي نوع من العنصرية سوف تتمكن المجموعة الاخرى من الدفاع عنها او ستغض البصر او ستشارك في الهجوم؟ نحن بلا شك في مأزق!!
وصلت الى جمعية الخريجين حيث مقر التصويت لأفاجأ بما لا يقل عن حضور الف شخص في جمعية افضل حضورها في السابق لا يتعدى المئة او المئتين!! وفور دخولي مبنى الجمعية المكتظ من ابناء القبائل، حيث قاتلت حتى تمكنت من الوصول الى صالة الاستقبال، رأيت اسيويا يوزع بطاقات القائمة الليبرالية.. في حين ان الليبراليين من منبر وتحالف اكتفوا بالجلوس مشدوهين يحلقون في السقف بأعين زائغة كالبؤساء في رواية فيكتور هوجو.!!
منظر مؤلم من حالة الاصطفاف والانقسام المجتمعي في جمعية الخريجين والتي من المفترض ان تكون معقل الليبراليين والتيار المدني، الا ان مشهد تناحر الشيعة والقبائل في ظل انهيار التيار الليبرالي، يدفعنا لان نتساءل ماذا كان يفعل التيار الليبرالي طوال تلك السنوات الماضية، لماذا فشل في اقامة تيار مدني قادر على استيعاب جميع الشرائح المجتمعية؟
لماذا انشغل الليبراليون في مقاتلة بعضهم بعضا على اسخف الامور والمتمثلة في مزاج الاشخاص وعقلية الشللية والاستئثار بالمناصب؟ لماذا تعالى الليبراليون على الطبقة الوسطى من ابناء المجتمع الكويتي؟ الم تكن هذه الجمعية التي اختارت مقاطعة ثلاثاء الاغلبية الصامتة التي خرجت مطالبة «الشعب يريد تطبيق القانون» بحضور في ساحة الارادة وصل الى عشرات الالاف من المواطنين البسطاء؟ في حين انكفأت الجمعية على حضور لم يتعد الخمسين يستمعون لاطلاق أعضاء العمل الوطني وهو يطلقون رصاصاتهم الخمسة على الحكومة والتي تبين فيما بعد انها رصاصات فارغة..جعجعة دون طحين!!
بلا شك وضع مؤسف ومثير للشفقة وضع الليبراليون انفسهم فيه. ولهذا آمل ان يتمكنوا من مراجعة حساباتهم وابعاد عناصر التأزيم داخل البيت الليبرالي، وان استمر الوضع على ما هو عليه، فنحن نقدم لهم مقدما العزاء والمواساة متمنين لهم الصبر والسلوان!!
تردد في «تويتر» أن هذه المجاميع الجديدة محسوبة على قطب حكومي يسعى للانتقام من الليبراليين بفعل مواقفهم المتخاذلة معه، وان صح ذلك، فهل يعني ان جمعية الخريجين معقل الليبراليين ستكون الهدف القادم للسقوط؟
بعيدا عن جميع تلك الاجندات حينما وصلت الى قاعة الاقتراع حرصت ان اعطي اصواتي التسعة لمختلف الطيف الكويتي من قبائل وحضر وشيعة وسنة، فقد قمت بتشكيل قائمتي وفق قناعاتي!!
*عند خروجي من الجمعية وباتجاهي لصعود السيارة، استوقفني مشهد وقوف سيارة امام مبنى الجمعية وهي رولز بأرقام خليجية.. وتساءلت في نفسي.. هل جمعية حقوق الانسان الكويتية تحولت من الاهمية الى منظمة اقليمية او دولية؟ على كل نرحب بأشقائنا الخليجيين متمنين نقل التجربة في الدفاع عن حقوق الانسان.