هذا الميدان.. يانواب القبائل!
خليل علي حيدر
حقق العديد من الاخوة اعضاء المجلس الحالي في الدوائر القبلية نتائج باهرة في انتخابات فبراير 2012 ، ونال بعضهم عشرات الآلاف من اصوات الناخبين والناخبات، ولكن ماذا سيفعل البرلمانيون بهذا النصر في الوسط القبلي؟ هل سيجعلونه منطلقاً لمزيد من الشهرة وتعزيز المكانة البرلمانية والمكاسب السياسية، ام ان عضو المجلس سينتقل من دوره الدستوري الى دور اجتماعي وربما ثقافي بين ابناء القبائل وبناتها؟
هل يقف عند هذا النصر المؤقت والمجد السياسي الذي قد يتراجع او يزول في اي انتخابات قادمة، ام انه سيستثمر هذه الثقة لاحداث تغييرات عميقة في بعض العادات الاجتماعية وفي توجهات الآباء والامهات، والشباب والنساء؟ لقد قارنت مثلاََ مدى إقبال وتفوق، الطالبات على القسم العلمي في التعليم العام، مقارنة بالقسم الادبي، من واقع مانشرته الصحافة من نتائج الامتحانات العامة، في صحيفة «الوطن» يوم 3 يوليو 2010. فلم اجد سوى ست طالبات ممن تنتهي اسماؤهن بأسماء القبائل في اوائل القسم العلمي مقابل نحو ثلاثة اضعاف هذا العدد بين الاوائل الكويتيين في القسم الادبي.
وعندما نشرت القبس في 26 يوليو 2011 «أسماء 1273 مقبولاً في بعثات التعليم العالي» احتوى الكشف على أسماء نسائية محدودة من الخريجات المبعوثات من بنات القبائل، الكثير منهن متجهات الى البحرين والاردن، لا إلى أمريكا وايرلندة لدراسة الطب. ولا ادري ان كانت هذه العائلات قد ارسلت اية فتاة لدراسة الهندسة او التمويل او العلوم الاخرى في الجامعات الامريكية والبريطانية.
ومن الحقائق المعروفة في هذا المجال توجه اغلبية ملحوظة من خريجات المرحلة الثانوية الى دراسة التربية والشريعة وربما بعض الكليات الادبية، بسبب الطابع المحافظ والمنعزل لبيئة العمل في هذه المجالات.
ويؤخذ في الاعتبار ان هذه التخصصات ليست دوماً من اختيار الفتيات، كما يؤكد بعض الزملاء من الوسط القبلي نفسه، وهناك ضغوط من الآباء والازواج والاخوة تحدد في احيان قليلة او كثيرة نوع التخصص.
باستطاعة الاخوة النواب وبخاصة البارزون منهم بيان اهمية المجالات العلمية كالبيولوجيا والهندسة الالكترونية وغيرهما، للفتيات. وكذلك الدراسات الاقتصادية كالتمويل والتسويق والاستثمار. وهذه هي التي تفتح امام فتيات القبائل مجالات الارتقاء المادي والاجتماعي، وتبرز من بينهن الكثيرات من الشخصيات النسائية القيادية.
واذا كانت القبائل تهدف الى دور قيادي في المجتمع الكويتي فان هذا الدور لاينحصر في المجال البرلماني والجمعيات التعاونية وجمعيات النفع العام والعمل الطلابي، بل لابد من المساهمة في الحياة الاقتصادية والقطاع الخاص من بنوك وشركات وغير ذلك.. رجالاً ونساء.
ولايمكن للمرأة ان تتطور في مكانتها الاقتصادية والاجتماعية في وسط محافظ كالمناطق القبلية دون مساندة من الزوج ومساعدة من الاب والاخ وتفهم من بقية الاقارب. كما ان هناك توجيهات اخرى ينبغي ان توكل للجان النسائية مثلا في هذه الدوائر الانتخابية، لارشاد الامهات ومتابعة الكثير من التفاصيل غير السياسية وغير الانتخابية التي لاتزال طاغية على الجميع. ومثل هذه التوجيهات قد تحدث، اذا تابعها بعض اعضاء المجلس بدقة، تغييراً كبيراً في سلوك الناشئة وحتى مشاكل الشباب في هذه المناطق.
كيف يخطط الشاب في مثل هذه المناطق لمستقبله وتخصصه؟ ماذا يريد من وقته وحياته وصداقاته؟ ما التيارات السياسية التي تحاول ان تجتذبه وكيف يتجنب سلبياتها؟
بعض اعضاء المجلس من الاكاديميين. وبعضهم الآخر يستطيع بسهولة ان يوجه الشباب ويجمعهم ببعض المتخصصين في مختلف المجالات، فيؤثر بقوة في حياتهم ومستقبلهم بدلاً من الوقوع ضحية للاهمال المنزلي احياناً ولرفاق السوء احياناً اخرى.
بعض النواب البارزين باستطاعته ان يلعب دوراً بالغ الاهمية في توثيق العلاقة بين الحضر والقبائل، وازالة الشكوك والمخاوف، والبعض الآخر يستطيع خلق جو من التفاهم بين السنة والشيعة.. من الممكن تنظيم زيارات متبادلة بين الاسر، بين الشباب، بين الناشئة.. الحياة ليست كلها صراعات ومخاوف ومشاجرات!.
أضف تعليق