كتاب سبر

ها ؟!

شعب الكويت، من مواطنين وقاطنين أيضا، ما شاء الله، شعب ذو صفات ” المُختارَين ” في كل أمر له أوامر، ومن كل بئر ” يزعب “! وفي كل ” عاير يعور”!
وإن طرأ طارئ، أول من يستهجن، وإن ذهب الطارئ، أول من يمجِّد!
لا يخافون ولا يهابون ولا يسمعون وكلهم يتكلمون في آن واحد! ولا يُـبالون بأحد أبدا!
شعب غريب ” خرّبوا ” حتى الوافدين فصاروا مثلهم!
يخالفون كل القوانين وإذا ” انصادوا ” فالعضو الفاسد “عبد الصوت” مضمون !
و” تتكمكم ” القضية مهما كبرتْ! و إذا واجهناهم ” دعَوا هنالك ثبورا ” !
“مو عاجبهم شيء”! يطالبون كل كم شهر بزيادات في الرواتب، وكل سنة بكادر، وكل كم سنة بإسقاط للقروض، وبكل مناسبة منحة أميرية!
” يسبُّون بعض ” و يهجون مجلس الأمة والحكومة، و إذا لم يجدوا مشكلة ” كل واحد يضغط نفسه ” من باب العادة!
غريب أمرنا والله! كل ما سألتُ ” متطنزا ” ماذا تريد؟ رد: لا أريد… كذا وكذا!
أعيد السؤال عليه: قل لي ماذا تريد؟ ولا تقل لي ” ما لا تريد” يجيب: ها ؟!
أكيد ” ها “!
فقد تبرمجنا على حصر ما لا نريد لإثراء مادة العقل لاجترار المفردات عند ممارسة “التحلطم” والتهجم السابق واللاحق لكل حدث!
أكيد ” ها “!
فكل منا يعيش في دائرة مغلقة ويكرر نفسه ولا يفكر لماذا لا أحدث ثـقبا فيها، قد أرى خارجها ما يستفز رغبة التجديد و الاكتشاف وتتغير حياتي؟
أكيد ” ها “!
لأننا اتخذنا من عاداتنا ملاذا ومركز أمان، نحتمي بمخزونها من تكرار ورتابة، دعما لاختياراتنا حتى لا نتكلف بالتفكير!
أكيد ” ها ” !
لأن الثرثار يفوِّت حكمة الأذنين، ويغلـِّب العضو الفعال الأكثر شهرة في جسده فيشهره ” عمّال على بطـّال” فيحيا ما قـُــدِّر له، لا يسمع إلا سوطه!
لا أدري كيف يعيش شعبنا على السطح هكذا!
ألا تؤرقهم الضحالة؟
وتـثير أعينهم “الماورائيات” في الأعماق فيرغبوا إلى الغوص إحياءً لمهنة الأسلاف؟!
والواقـفون على الحافة، ألا يغريهم التحليق؟ أم نكصوا خوفا من السقوط للهاوية؟
إنها نفس المعادلة تلك التي تدفع الإنسان لبلوغ حد ما، الفارق فقط، في ” الدائرة ” التي أحبت ولائنا بينما نحن أحببنا سترها لنا، فاتخذناها مستـقرا ومُـقاما!
هكذا الإنسان يخشى ” الفضائح ” المصاحبة للخروج على المألوف، حياتنا كلها مألوف، متكرر، ممل، لا نرقى لمسمى ” بشر ” ونحن أضل سبيلا!
إن فكرنا بالتغيير فإننا ” ننتقد ” من يتغير!
وإن أحببنا أن نفعل شيئا مختلفا ” قلدنا ” النموذج الفاقع وغالباً ما يكون سيئاً !
وإن رغبنا التجديد ” رقــّعنا ” ذاك الثوب البال !
ترميم في ترميم يبشـِّع البناء المتهالك واسألوا المعماريين !
كيف لمصابين بـ ” دوار” العيش في ” دائرة ” أن يخرجوا للشارع ويهتفون ” الشعب يريد ثقباً يتنفس التغيير” من دون أن يسقطوا مغشيا عليهم من فرط ” خرق العادة “!
سؤال كل يجيبه لنفسه، هل ما قلتُ صحيحا ً ؟ أم ” ها ” ؟! 
twitter@kholoudalkhames            

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.