آراؤهم

سمير سعيد .. كثيرون تمنوا موته !

بداية أتقدم بخالص العزاء لأسرة الفقيد الذي كان يحترمه الصغير والكبير .. لدماثة خلقه و تاريخه الرياضي المشرف، خاصة  أنه يمثل بالنسبة لي ذاكرة جميلة تعود لأيام الصبا حيث الابتدائية والمتوسطة يوم ان كان كل ما يدور ببالنا “إنت قدساوي ولا عرباوي”.. بخلاف الحال الآن “إنت برشلوني و لا ريال مدريدي !”.
أعود لعنوان المقال .. و المقصود منه هم فئتان : الأولى الطائفيون .. الذين لم يتحملوا أن يروا الشعب الكويتي متكاتفاً ومتعاضداً في حادثة الفقيد سمير سعيد .. لقد اختفت من شريط العناوين الإخبارية ومن أحاديث الدواوين تلك اللغة التي تمتزج بالكراهية و العنصرية لمجرد الاختلاف مع الآخر .. لقد شعرنا بآدميتنا ومعنى الأخوة الإنسانية والحب في الإسلام ، لقد أصبحت التغريدات في التويتر نظيفة .. بريئة .. طاهرة .. يملؤها روح الفريق الواحد .. مثلما كنا نرى الفقيد مع زملائه في الملعب .
ولكن هذا الجو الربيعي لم يحتمله أصحاب الأحقاد والقلوب السوداء .. لم يتحملوا أن يلعبوا هذه التمثيلية لأكثر من ذلك أمام الآخرين .. لقد كادت قلوبهم تنفطر ألما .. ليس من مشهد الفقيد وهو مسجى على سرير الإنعاش .. بل لم يحتملوا رؤية أنفسهم في المرآة وهم في رداء الملائكة وفي وقار الحكماء .. لذلك فإنهم قد تمنوا في قرارة أنفسهم أن ينتهي الأمر سريعاً .
أما الفئة الثانية فهم مجرمو الطرقات سافكو الدماء على الأسفلت الأسود .. كل منتهك لقانون المرور يمشي بسيارته وكأنها نعش طائر .. يهدد حياة كل من يمر أمامها أو يمشي على ظلالها ، هؤلاء أصحاب دعسة البنزيزن فوق المية وعشرين و كأن من حولهم هم جراد منتشر يدوس فيهم ولا يكترث .. كم من أسر ترملت نساؤها و تيتم أبناؤها بسبب مستهتر لم يراع الله في أمانته التي وهبها إياه .. ونسي قول الله تعالى (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) – 18 سورة لقمان . لقد تمنوا أن ينتهي الأمر سريعاً لكيلا يتألم ضميرهم أكثر من ذلك!
لقد مات سمير سعيد .. ومن كان يعتقد أن الوحدة الوطنية أو الالتزام بالقانون هما مرتبطان بحياة الفقيد فهو مخطئ .. إنها مستمرة ما دامت الكويت لقيام الساعة إن شاء الله .. شاء من شاء و أبى من أبى .. من أهل الفجور بالخصومة أوالرعونة في الطريق .. نسأل الله المغفرة والرحمة لسمير سعيد وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان .
نبراسيات : أسوأ السجون .. هي تلك التي لا تحدها جدران .. ولا يوقفها زمان
 
Twitter : @AbdullahFairouz