أقلامهم

فيصل الزامل: ليعلم الدعاة أنهم دعاة … لا قضاة

في أسبوع واحد اجتمع الشيعة والسنة.. على اختلاف المتسبب!

فيصل الزامل
التحقيق فيما نسب الى المتهم بالتطاول على النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم عرضه على القضاء لاتخاذ كل ما يلزم بشأنه، ليس لأي أحد القيام بهذا الدور على النحو الذي نشر عن حادثة السجن المركزي، وهي ليست المرة الأولى فقد حدث مثل ذلك التصرف من جانب سلمان رشدي واستباحت إيران دمه على النحو المعروف، وهذه ليست حرية رأي بل هي صفاقة وقلة أدب مع أمة كاملة تحترم مخالفيها لأن دينها يقول (لا إكراه في الدين)، ومع ذلك يتطاول عليهم بالسباب من يبحث لنفسه عن شهرة مخلوطة بالعفن، ترى ما هو الإنجاز الذي يحققه أي شخص عن طريق السباب والشتيمة؟
وكيف يمكن الجمع بين الإيمان بالقرآن الكريم وتجاهل بعض آياته الصريحة، كقوله تعالى في سورة الأحزاب (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم)؟
ومن يقرأ للكتاب الأفاضل من الاخوة الشيعة يجد انسجاما تاما مع ما ورد في كتاب الله عز وجل من التقدير الواجب لأمهات المؤمنين ولأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نعلم أنه قد حدث بين الصحابة الكرام خلاف ولم يصل الخلاف الى المساس بتقدير أهل البيت النبوي الكريم قيد شعرة، ومن يتتبع الغريب والمدسوس من الأخبار ليبرر لنفسه الزيغ فذاك شأنه وسنتصدى له، فلا تصح صلاة المسلم إلا بالصلاة على النبي الكريم وآله، وليس وراء ذلك إلا اتباع الهوى.
من هذا الثقب انزلق «المتهم» بالتطاول على مقام النبوة، فهو ـ حسبما ينقل ـ لا يضمر إلا الحب والتقدير للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد زار المدينة المنورة قبل بضعة أشهر وبكى لمشاهدته مثوى النبوة الطاهرة، وإذا زل لسانه ـ كما يتداول ـ ففي معرض التطاول على الصحابة الكرام، أيضا كما ينقل، ولا يقبل مسلم سنيا كان أم شيعيا أن يحوم أحد حول مقام النبوة، تارة عبر أهل بيته وتارة من خلال أصحابه الكرام، فإنه «من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه»، وقديما قيل «لم يستطع أهل الزيغ ممن انتسب الى الإسلام من ديانات أخرى الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم فتسللوا إليه عبر أهل بيته وأصحابه» وهذا لا يليق بمسلم يزور النبي صلى الله عليه وسلم ويقف أمامه وهو راقد في قبره أن يسلك مسلك أهل الزيغ الذين هلكوا في الغابرين من أهل ملة الضلال المهين.
إن قضايا كهذه تحتاج الى قيام أهل الرأي بواجبهم تجاه كل أحد يغالي في أمر دينه، وذلك في أي اتجاه كان، فقد شرع الله عز وجل المحاورة (…والله يسمع تحاوركما) وحض على المناصحة برفق «إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق» وحذر من الأخذ بالشبهات والعجلة في إصدار الأحكام، خصوصا في وجود المشتبهات، وليعلم الدعاة خصوصا أنهم دعاة… لا قضاة.
لقد أدت وفاة اللاعب سمير سعيد الى توحد القلوب، وتشاطر الكويتيين للألم، ثم جاء هذا الحدث أيضا ليوحدهم، مع الفارق بين الحدثين، فلنحرص على ما يجمعنا وليتحمل كل منا مسؤليته لبلوغ هذا الهدف الجليل.