أقلامهم

سلـوى الجسـار: «نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا.. وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا»

مواقع التواصل الاجتماعي نعمة أم نقمة

د.سلـوى الجسـار
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي من الأدوات الهامة التي أولع الشباب بها ودخل عالمهم الخاص عالم الفيس بوك والتويتر واليوتيوب وغيرها، فاعتبرت وسيلة للتعبير عن النفس وتبادل الآراء والأفكار في مجتمعات مقيدة للحريات ومكبلة لها.. 
حيث كسرت مواقع الاتصال القيود والحدود الجغرافية وتقارب الأفكار والأخبار ونمت العلاقات بين الناس على اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وبيئاتهم.لقد أصبح الاتصال السريع محركا أساسيا وقويا بين الناشطين السياسيين والاجتماعين والاقتصاديون مع بعضهم البعض.
وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءا من حياة الانسان لا يمكن الاستغناء عنه حتى وصل عند البعض درجة الادمان على الرغم من محاولة البعض الابتعاد ولكن دون جدوى.ان هذه التقنية سلاح ذو حدين اذا أُحسن استخدامها تعتبر وسيلة ناجحة في نقل الأخبار والتعليمات والوثائق والصور والأبحاث والأزمات والاحتفالات والأحداث بأسرع وقت وأقل تكلفة، حتى وسائل الاعلام مثل التلفزيون وغيره اعتمدت على مواقع الاتصال في نقل الحدث من مكان الحدث بأقصى سرعة.لقد نجحت شبكات التواصل الاجتماعي في التغيير والتعبير عن ما يكنه الشباب بداخلهم متأثرين بثقافة العصر والانفتاح على الثقافات العالمية. 
أما اذا أسيء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بدون حسيب ولا رقيب تتراجع منظومة القيم وتصبح أداة خطرة عندما تزوَّر الوقائع عن الحقائق وتفبرك الأحداث وتنشر الشائعات فهي ذات آثار سلبية على الفرد والمجتمع المحافظ على تقاليده ومبادئه وعاداته وثقافته.بل ان الافراط في الاستخدام يؤدي الى انعزال الفرد عن أسرته وجماعته والبعد عن المشاركة الفاعلة مع أفراد أسرته ومجتمعه.كما ان غياب الرقابة الأسرية والمجتمعية على الأبناء دافع قوي في احداث سلوكيات غير مرغوبة وأفعال غير مقبولة.كم من عقول لوثت بأفكار واتجاهات غريبة فأصبحت مشوشة مخربة ومدمرة لتحقيق مصالح خاصة لفئات معينة بالتأثير عليها واستغلال قواها بسقف مفتوح من الحريات اللامسؤولة وضرب الوحدة الوطنية وقيم وعادات المجتمع وادخال أيديولوجيات وثقافات دخيلة ظاهرها جميل وباطنها خراب وتدمير.
لقد ركز بعض الأبناء والشباب في الكويت طاقتهم وعقولهم وأوقاتهم بمتابعة الأفكار والاشاعات والأحاديث المثيرة للفتنة والمشجعة عليها لاثارة البلبلة وتصيد الأخطاء.كما استخدمت العبارات المحرضة على العنف والتمرد والاستهزاء والتشهير والسخرية وخدش كرامات البشر بغرض اثبات الذات والتحدي وتوسيع دائرة الخلافات وعدم احترام الآخرين وتقدير آرائهم وتوجهاتهم بحجة حرية التعبير عن الرأي.كم من جماعات تفرقت وأسر تشتت وعلاقات انقطعت وقضايا رفعت.لقد شغلت الأبناء والشباب عن الدراسة وأصبح التعليم مع الأسف عنصراً ثانوياً بالنسبة لهم على الرغم من أهميته.لقد هدرت طاقات الشباب عماد الوطن والثروة الحقيقية له.
وعليه تتحمل الأسرة والمجتمع والدولة بكافة مؤسساتها مسؤولية رعاية الأبناء والشباب وتعليمهم وتثقيفهم وتدريبهم لمواجهة المد الخطير المثير للفتنة والتخاصم والعداء والعمل على الرقابة وسن القوانين وفرض الجزاءات للحد من اساءة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.كما يجب نشر برامج التوعية واقامة الندوات واللقاءات والحوارات وورش العمل التي تهدف الى توجيه استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لأجل حماية أمن واستقرار الوطن وتنميته.فيا ترى ما التوقعات المستقبلية التي سوف تفرزها شبكات التواصل الاجتماعي على الأفراد والمجتمع؟ وما نوع المستقبل المنظور الذي سنواجهه؟
«نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا.. وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا»