أقلامهم

” حكاية حلم “

يحكى أن هنالك أباً متقاعداً لايملك من قوت يومه إلا اليسير ..لديه ابنة رائعة الجمال والخُلق ، إلا أنها قاربت سن اليأس لكثرة عرقلته لمشاريع زواج لها مضت ، واضعاً عصاه في دواليب الطامعين .
 
ولغاية في نفس يعقوب .. وإن عرف السبب بطل العجب !!

انه يرى فيها مشروعا تجاريا ناجحا يغدق عليه أمولاً طائلة ، ولن يتنازل عنه إلا بعد آخر قطرة ولسان حاله يقول ” أنا أولى بهذه الخيرات ، تلك ابنتي من دمي ولحمي ، لن أدعها لقمة سائغة للأغراب .. سأظل أحلبُ من ضرعها حتى ينضب .. عندها سأتركها لهم ..!!
 
حينها لن يرغب بها أحد ..يا لشدة قساوته !

هو يمثل تلك الحكومة بمعية بعض أعضاء مجلس الأمة بنسب متفاوتة .. أما الابنة ( البدون الكويتيون ) !!
 
استعرض كل منهم عضلاته الخطابية في تلك القضية متناسين قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه  ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ” دون رؤية أوخطة ولا حتى برنامج عمل واضح يلامس ذلك الواقع ويرصده عن كثب ..
 
فما العمل حينما تحل تلك القضية ..؟؟

هل هنالك قضية أخرى يسوق لها ..؟؟

30 عاماً من التسويف والمماطلة .. تدحرجت قضيتهم ككرة ثلج .. استفحلت واستفحل معها الألم والمعاناة .. وجوه عابسة تقابل تلك الحالمة ، تصر وتماطل بتلك القضية ، فاتحة أبواب تلك الأحلام على مصراعيها للخروج من تلك البوابة مطلقة صرخة مدوية ” أنا لدي حلم ” لايمت بصلة لحلم ” مارتن لوثر كينغ ” واصلاً لتحقيق أبعد مما حلم به “رئيس الولايات المتحدة ” أما هم فلا زالوا في بوتقة ذلك الحلم إثباتاً لهوية الانتماء لهذا الوطن .. يا لها من مفارقة .. يا لها من مفارقة عجيبة ..!!
 
ولكن تلك الرواية لم تخل من مجموعة نساء زهدن حياة الترف محاولةً منهن تسجيل موقف ما في سبيل إنهاء تلك المعاناة وقد اتجهن الى ذلك العالم المجهول .. لا أمان .. لا شهادة ميلاد .. لا زواج ولا شهادة وفاة ..
 
وأخيراً وليس آخر ” لاتعليم ” جعلوه يرقب التلاميذ ، يفصل بينهما سور تلك المدرسة هم يلعبون ويتعلمون في الداخل  .. أما هو فأخذ يصارع للبقاء ، امتهن بيع الفواكه والخضراوات على قارعة الطريق شاعراً بضنك العيش ماسحاً دموع تلك الأم المكلومة على ضياع أبنائها …
 
زمن تتجلى فيه الغرابة .. يحاسب طفل بذنب لم يقترفه أبداً .. حاملاً أخطاء غيره لايعرف أرضاً غيرها !!

وكيف يتحكم في مصير انتمائه لهذه البقعة .. وبهذه القسوة ..
 
تواجدن في تلك الساحة ” ساحة الحرية في تيماء ” تجولن في أزقة تئن بأوجاع أهلها ، تعرف تلك الوجوه ، نعم تعرفها جيداً ، ميزت تلك التقاسيم عن سواها كيف لا ..؟؟

 وهي من شهدت آلامهن حسرتهن حزنهن ودموعهن ، على هول المشهد وقسوته .

” مسرحية رعب ” تجلى فيها القهر وإهدار الكرامة ..

 فصول مسرحية كاملة بلا اجتزاء .

ولكننا نلمح هناك في تلك الأفق بصيص أمل يقترب شيئاً فشيئاً يخترق ذلك النفق المظلم ، اقتراح بمشروع قانون أشير اليه في ندوة ( البدون قضية وحل ) أمر لا يحتمل التأجيل .. نحمل مسؤولية ذلك باستعجاله ليتضح لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود ..
 
ختاماً .. كل الشكر والامتنان  لمجموعة 29 لفتحهم هذا الملف الشائك واضعاً تلك التصورات والحلول ، مظهراً مدى إبداع تلك الشريحة وقد كانت ومازالت في طي النسيان .