أقلامهم

صلاح الساير لنار في “رحية”: (عجبت من السارين والريح قرة…إلى ضوء نار بين فردة والرحا)

نار في رحية

صلاح الساير
تسببت النيران التي اشتعلت بالإطارات في مردم رحية في انتشار اسمها بين الناس، ورحية موضع قديم عرفه الأولون باسم الرحا، وقد أورده ياقوت الحموي في كتابه «معجم البلدان» ووصفه بانه «جبل بين كاظمة والسيدان»، والموضع الأخير معروف في الكويت باسم السادة، أما رحية باسمها الحالي فقد وصفها لوريمر في «دليل الخليج» بأنها «تل صغير منعزل مقفر يقع جنوب غربي الجهراء».
أشير إلى ان شبوب النار في رحية ليس بالأمر الجديد فقد حدث في أزمنة قديمة قبل صناعة الإطارات، فالشاعر الراعي النميري الذي عاصر الدولة الأموية قال:
عجبت من السارين والريح قرة

إلى ضوء نار بين فردة والرحا
فمذّاك والنار مشتعلة بين «الرحا وفردة» وهي «الفريدة» موقع صحراوي قرب رحية.
كذلك الشاعر اللص معاوية الفزاري وهو محبوس في المدينة طالب برفع سطح البيت (السجن) كي يرى النار وهي تشتعل في الرحا (رحية) فقال:

أيا واليي أهل المدينة رفّعا

لنا غرفا فوق البيوت تروق

لكيما نرى نارا يشب وقودها

بحزم الرحا أيد هناك صديق
أما بعد احتراق الإطارات فلن يحتاج الشاعر لترفيع السطح، فالنار كانت عظيمة ولا يفوقها سوى حجم قضية حريق رحية!