أقلامهم

محمد السبتي: أداء النواب لا يقل سوءا وكارثية عن أداء الحكومة

 فضيحة مجلس الأمة

 محمد صالح السبتي
في الاسبوع الماضي دخلت الى موقع مجلس الامة الالكتروني بحثا عن نص قانوني تشديد العقوبة على من يتعدى على الذات الالهية والرسول، وتعديل ضوابط الحبس الاحتياطي واللذين وافق عليهما مجلس الامة في مداولته الاولى، وطبعا لم اجد هذه النصوص منشورة على الموقع، بل وجدت عنهما خبرين فقط «وافق المجلس على قانون… في مداولته الاولى» الى هنا والطامّة صغيرة، اذ كيف لا يقوم الموقع الخاص بالمجلس بنشر ما تم اقراره ولو في المداولة الاولى ليطلع عليه الناس؟ واذا لم ينشره المجلس فمن الذي سينشره؟ لكن الطامّة الكبرى حين دخلت على خانة أخبار المجلس وجدت أخبار المجلس كلها… وفي نهاية كل خبر تجد عبارة «المصدر جريدة…. او جريدة…. او كونا»، أخبار المجلس يتم نقلها من الصحف اليومية!!! بما في ذلك اقتراحات الاعضاء وموافقات المــــجلس عـــــلى القـــــوانين!!! كل اخبار المجلس نقلا عن غير أمانته من المؤسسات الاعلامية!!!
النواب وعلى مدى سنوات طويلة ظلوا يدندنون حول تخلّف اجهزة الحكومة وعدم تطورها ومواكبتها للتكنولوجيا…اليوم المجلس بما في ذلك اجهزته الادارية تحت سيطرة نواب المعارضة الغالبية، ماذا يمكن ان يقولوا في هذا الاداء الاداري والفني للمجلس؟ واخباره يتم نقلها عن الغير من المؤسسات الاعلامية؟ أين ممكن لأي مهتم ان يطلع على أي مشروع قانون يناقش او يتم اقراره بالمداولة الاولى؟ وهل من المعقول ان تكون مصادر المجلس لأخباره هي الصحف المحلية؟ أليس المفروض أن يكون العكس؟
لو كان هذا الموقع يخص احدى الوزارات لأقام النواب الدنيا ولم يقعدوها نقداً للوزير وتدليلاً على سوء الاداء الحكومي… لكن ولأن الأمر يخص أداء المجلس وطاقمه الاداري فالأمر هيّن سهل.
نحن نعلم تماما وبلا أي جدال أن اداء الحكومات منذ فترة سيئ بل وكارثي، لكن ما لا يعلمه البعض أن أداء النواب لا يقل سوءا وكارثية عن أداء الحكومة… هذا المثال الاداري عن موقع مجلس الامة دليل على ما نكرره دوما أن الاداء التشريعي والرقابي للمجلس ليس على مستوى الطموح ابداً… بل يذهب بنا الشطط أحياناً ونقول أن اداءه سيء وكارثي ايضاً، واذا كان الموقع الالكتروني لمجلس الامة بهذه الصورة… فالصورة ليست بعيده عن اداء اعضائه رقابيا وتشريعيا.
النواب بمن فيهم الغالبية في هذا المجلس جيدون جدا في تسطير عبارات الانتقاد واستخدام ألفاظ النقد الجارح والبحث عن الاخطاء، لكنهم – كما حكوماتنا – سيئون في العمل والانتاج، والقوانين التي بدأ اقرارها والاسلوب المتبع في العمل النيابي الى هذه اللحظه خير دليل.. والشعب.. الشعب وحده.. آماله وطموحاته وابداعته هم الضحية لهذا الأداء السيئ.
– لم اذكر هذا المثال تصيداً للاخطاء… لكن ذكرته للتدليل على تساوي طرفي الحكومة والمجلس في الاداء السيئ.