أقلامهم

منى العياف: غرر بهم واقتيدوا مغسولي العقول إلى اقتحام قاعة عبدالله السالم؟

ريشة «حياتي».. تمحو قبح السياسة!

منى العياف
نجح بعض الإعلاميين والكتاب في الضغط على جميع النواب بلا استثناء وتذكيرهم دائما بيوم «الأربعاء الأسود» (16/11/2011)، وهو يوم اقتحام مجلس الأمة، والذي كان نفر من الأعضاء قد اعتبره يوم «العز» و«المرجلة»، بل ووصل الأمر الى حد ان أحدهم قال «لهذا اليوم ولدتنا أمهاتنا» ونجح الإعلام والكتاب في إبقاء جذوة هذه الفضيحة المأساوية مشتعلة في الذاكرة، حتى حينما جاء يوم الحساب لم يكن بإمكان أحد الإفلات، فقد كانت هناك جريمة وقعت، وهناك فاعلون، وهناك محرضون وعليهم ان يتحملوا المسؤولية، وهذا ما حدث.
الآن.. ماذا سيفعل هؤلاء الشباب الذين غرر بهم، واقتيدوا مغسولي العقول إلى اقتحام قاعة عبدالله السالم؟ أي مصير مجهول ينتظرهم؟ أي مستقبل مظلم يواجهونه، ومنهم طلاب ولديهم امتحانات، ماذا سيحدث لهم، وهم «الحلقة الأضعف»، خاصة أن النواب سيتمترسون خلف حصانتهم البرلمانية؟!
ومنذ ذلك اليوم، وحتى رفعت الحصانة كان هؤلاء المقتحمون بين نارين: غضب الشارع الكويتي من الجريمة، والتمترس خلف الحصانة، ومسطرة القانون، وعبثا حاولوا بالهواش والصراخ والأساليب المزرية، التملص، ولكن في النهاية استسلموا مجبرين على قبول رفع الحصانة عنهم رغم ان «ضمير الأمة» ـ كما يلقب ـ كانت له جملة شهيرة يطمئن بها أنصاره والمستفيدين منه وهي ان «القضية كيدية» كانوا يريدون ان يجدوا مبررا لـ«شرعنة اقتحام» البرلمان، وهو أمر مرفوض، ولا يوجد كيدية، بل جريمة واضحة، وهناك القضاء النزيه الذي يحتكم إليه، فقدموا اليه دفوعكم، وعلينا جميعا احترام أحكامه.
في تلك الجلسة العاصفة التي شهدت رفع الحصانة، يلفت النظر بشدة ان رئيس المجلس رفض السماح للنائبين علي الراشد ومرزوق الغانم بالحديث، تهربا من مسؤولية شرعنة الاقتحام، لكن هذا ليس موضوعنا، وإنما ورد في الكلمة المكتوبة التي وزعها مرزوق انه «يحترم تصويت كل نائب على طلبات رفع الحصانة وفق تقديره الشخصي وما يراه مناسبا، ويضيف «فأنا على سبيل المثال مؤيد لرفع الحصانة عن النواب في كل الحالات» انتهت جملة مرزوق وأبدأ بإنعاش ذاكرته قليلا لأذكره بما كان منه عندما رفض رفع الحصانة عن مسلم البراك في قضية «جويهل» وما كان من خلطه الأمور وقتها بقوله انها كانت «قضية أمن دولة» مع علمه انها كانت ستذهب الى الجنح، وهكذا أضاع حق المواطن، من ان يأخذه من «مسلم»..في حين ان «مسلم» يأخذ حقه بالعشرة!
***
لنبتعد قليلا عن السياسة ووجهها القبيح، فقد تشرفت برعاية المعرض التشكيلي الأول للفنانة الجميلة «زينب حياتي»، في جمعية الفنون التشكيلية، والذي كان رائعا بحق، فقد استغرق منها الإعداد للمعرض عامين تقريبا، أبدعت خلالهما 31 لوحة تجريدية مفعمة بالأحاسيس، فكلها كانت تعبيرا عن المرأة في كل أحوالها، كان عنوان معرضها «التوتر» وهي قضية مهمة تتناول كل الانفعالات التي تتعرض لها المرأة خلال مجابهة الحياة بكل تفاصيلها وصعابها والتزاماتها، مع ذلك فهي لاتزال تبعث الأمل لكل من حولها.
استطاعت زينب أن تنطق لوحاتها بمعان ومشاعر وانفعالات تطرأ على المرأة في جميع مراحل وفصول الحياة، وفي لحظات الموت والانكسار، وظلت ريشة زينب تفجر هذه الأحاسيس المختلفة بشموخ واعتداد وصبر وقوة لا يقوى عليها إلا هذا المخلوق الضعيف وهو المرأة والتي وصى بها الله في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
شكرا زينب.. لأنك جعلتني أتجول معك بالألوان والمعاني والمواقف التي تواجهها المرأة، ما جعلني في نهاية الأمر أشعر بأن المرأة «مخلوق صلب» قادر على مجابهة الحياة بكل تناقضاتها!
.. والعبرة لمن يتعظ!