أقلامهم

دلع المفتي: شخير الذكور أعلى من شخير الإناث ؟…”لاقيلي حل أريد أن أنام”

انقلاب سريري

دلع المفتي
«دخلت والحوَل بعينيها، تعبث بشعرها المنكوش» كادت أن تبكي. سألتها: ما بك؟ قالت: لاقيلي حل.. أريد أن أنام. قلت: وما الذي يمنعك؟ صرخت: :شخير زوجي. ابتسمت، فاستشاطت غضباً: لم أنم منذ شهور.. أكاد أجن. قلت: هناك الكثير من الأدوية والتمرينات التي تساعد على منع الشخير. قالت: جربتها كلها، بل جربت كل الطرق الشعبية أيضاً.. لكزته، حرّكته، سحبت المخدة من تحت رأسه، حتى أن البعض قال لي صفّري فيتوقف، تعلّمت التصفير ورحت أصفّر في منتصف الليل كالمجانين، لكن بلا فائدة.
كتمت ضحكتي، ورحت أحكي لها عن تلك المرأة الألمانية التي انتشرت قصتها عبر وكالات الإعلام، فقد كانت تنام في سيارتها طوال 25 سنة هرباً من شخير زوجها مرتاحة العقل والبدن! نصحت صديقتي بخطة أخف وطأة.. اختصري الطريق ونامي في غرفة منفصلة. قالت: لا أستطيع، فأمي دائما تنبهني أن هذه الخطوة هي بداية الانفصال الروحي بين الزوج والزوجة، وآثارها كارثية على الحياة العائلية. قلت: إذاً أرسليه لينام في تلك الفنادق التي حكوا عنها في الصحف منذ أيام، والتي تتيح لضيوفها الإقامة في غرف خاصة، لها جدران تمتص الشخير،  ووسادات مزوّدة بمادة «المغناطيس النيوديميوم» النادرة، المكافحة للشخير. أو (لا سمح الله) أن تفعلي ما فعلته تلك المرأة المصرية التي أقامت دعوى قضائية تؤكد فيها أن شخير زوجها لا يُحتمل، وأنها تطلب الطلاق للضرر!
 الغريب في الموضوع أننا دائما نسمع عن شكوى الزوجة من شخير الزوج ولا نسمع العكس إلا نادرا، هل يحدث ذلك لأن النساء لا يشخرن عموماً، أم لأن شخير الذكور أعلى من شخير الإناث، أم لأن الرجال طيبون و«حبوبين» ويغضون النظر عما يزعجهم! ففي دراسة بريطانية تبين أن 3 من كل 10 أزواج، يقتربون من الطلاق بسبب الشخير، وأن معظم الزوجات يهجر النوم أجفانهن لمدة لا تقل عن 51 دقيقة ليلياً بسبب تصرفات أزواجهن الأنانية في السرير (الشخير وشد اللحاف)، أي ما يعادل 38 ليلة في السنة. بالمقابل يقر الأزواج أن خناقاتهم مع زوجاتهم يبدأ معظمها في غرفة النوم بمجرد محاولة الخلود الى النوم بسبب الشخير.
 نعود لصديقتي المسكينة، التي ما زال زوجها ينكر أنه يشخر حتى اضطرت إلى أن تصوره وهو نائم لتثبت له الحالة، لكنه وحتى بعد البرهان والدليل، أنكر وادّعى أن الفيديو مزوّر وملفق. فما كان منها إلا أن انتظرته لينام، وعندما بدأت صفارات الإنذار بالعمل، وضعت قدمها في منتصف ظهره ودفعته دفعة قوية قلبته من على الفراش، وحالا تصنعت النوم بوجه ملائكي بريء كما لو أنها لم تنفذ عملية «انقلاب سريري».