أقلامهم

مقال ساخن
جعفر رجب (المقرب من جاسم بودي) يعتبر المتهمين بتفجير الحرم شهداء.. وينصح البراك بأن يتعلم منهم الشجاعة

تحت عنوان “تعساً لهكذا ضمير” خصص الكاتب جعفر رجب (المقرب من جاسم بودي) مقاله في صحيفة الراي اليوم للدفاع عن الأشخاص الـ 16 الذين أدينوا بتفجيرات الحرم المكي الشريف في ثمانينات القرن الماضي، إذ اعتبرهم “شهداء، سالت دماؤهم ثمنا للصراع السياسي في المنطقة”.. داعياً النائب مسلم البراك (من غير أن يسميه) إلى أن يتعلم منهم معنى الشجاعة. 

وشن رجب هجوماً على النائب البراك مكتفياً بوصفه بـ (الضمير) رداً على هجومه على عدنان عبدالصمد في الجلسة السابقة لمجلس الأمة، وقال رجب في مقاله مخاطباً البراك: “الشجاعة في عرف الرجال يا ضمير، ان تقف وتقاتل الطغيان، تنتظر مصير الرجال عند دخول ساحات الوغى، وان كنت لا تعلم فتعلم، كيف قدم ستة عشر شهيدا كويتيا دماءهم ثمنا للصراع السياسي في المنطقة – بالثمانينات – مظلومين محتسبين لله لا للبشر”. . كما قال: ” مثل تلك الدماء، يعلمون ألفا مثلك، معاني الشجاعة”.. مبيناً أن عدنان عبدالصمد لم يبع مبادئه يوماً ولم يركب بغلة الطائفية والعنصرية من أجل الكرسي”.. كما استهزأ بالاستجواب الذي يلوح به البراك لوزير المالية قبل النوم وبعده ولم يستطع رغم كل السنوات، ان يلمس شعرة واحدة من شاربه”…

 

تعساً لهكذا ضمير

جعفر رجب

الأخ النائب ضمير الامة تحية طيبة وبعد:
بما انك تحب التفاخر بإنجازتك الكرتونية، وببطولاتك الوهمية، وتحب تمثيل دور عنتر بن شداد في صحراء الدبدبة، وتعشق ادعاءات الشجاعة، التي تضيفها الى لقبك فلا بأس ان أذكرك بقصة رجل شجاع، تتعلم منه معاني الشجاعة:
الشجاعة يا أخ ضمير، في عرف الرجال تعني ان تقول كلمتك وتقف، ان تقرن الكلمة بالفعل، وعندما وقف السيد عدنان عبد الصمد معارضا لتدخل النظام العراقي بالكويت في الثمانينات، واستغلاله موارد البلد، لم يكن يمثل دور البطولة، بل كان يقف معارضا في اعطاء الهبات للنظام العراقي، رغم التهديدات المباشرة التي كان يطلقها صدام حسين للنواب المعارضين لنظامه، كان يقف معارضا لا ترهبه التهديدات، ولم تخفه المخابرات.
الشجاعة في عرف الرجال يا ضمير الامة، لا تعني ان تتمترس خلف الحصانة، وتدعي البطولة، وتتحول الى أرنب وديع، بمجرد ان تسقط حصانتك! في عرفنا وأعرافنا، الشجاعة تعني ان تقف ولا تحمل الا قلب رجل شجاع، وقد عرفنا السيد عدنان مقاتلا من اجل عودة الحياة الدستورية في ديوانيات الاثنين… «ما ادري شنو كنت تسوي ايامها» ولكني اعلم كيف كان يقاتل الرجال حينها من اجل الدستور!
الشجاعة في عرف الرجال يا ضمير، ان تقف وتقاتل الطغيان، تنتظر مصير الرجال عند دخول ساحات الوغى، وان كنت لا تعلم فتعلم، كيف قدم ستة عشر شهيدا كويتيا دماءهم ثمنا للصراع السياسي في المنطقة – بالثمانينات – مظلومين محتسبين لله لا للبشر، شباب لم يخونوا يوما وطنهم، ولم يبيعوا مبادئهم، ولم تذلهم قضبان السجون، ولم يطمعوا يوما بشيكات وحوالات عبر البحار، شباب دمعت الكويت كلها لأجلهم، وان كنت لا تعرف تداعيات ما حصل في تلك الايام فتلك مشكلتك، «ما ادري وين كنت تهيت ايامها» ولكني اعلم ان مثل تلك الدماء، يعلمون ألفا مثلك، معاني الشجاعة!
الشجاعة يا ضمير الامة، لا تعني ان تهدد الشمالي بالاستجواب والمحاسبة كل يوم قبل النوم وبعد النوم، ولم تستطع رغم كل السنوات، ان تلمس شعرة واحدة من شاربه، ولا تعني ان تتخلى عن شعاراتك من اجل قريبك الوزير الفاسد، او تتحول من معارض الى فداوي منبطح، تلعلع كمعلمات الحواري في مجلس الامة دفاعا عن وزير فاسد مفسد، ولا تعني ان تدافع عن نسيب حرامي باع المؤسسة ونهبها، ولا تعني ان تتخفى خلف أخ فاسد يتاجر بالاقامات ويتاجر بدماء الوافدين الفقراء، ولا تعني ان تهرب خوفا من ظل شرطي الى مطبخ، او تدعي المرض وتهرب الى أقرب مستشفى خوفا من الملاحقة، تاركا الشباب في المجلس… فعلى من تلعب دور الشجاعة!
يا أخ ضمير، انا لا اتفق مع السيد عدنان من الألف حتى الياء، ولكني ما وجدته يوما يبيع مبادئه او يتنازل عنها، ولم أره يركب بغلة الطائفية والعنصرية من اجل الكرسي، ولا يتراجع خوفا من تهديد، ولا يتنازل طمعا في كرسي، ولا ينبطح من اجل ريالات معدودات ترسلها الحوالات، فإن كنت تريد ان تواجه السيد عدنان، فاختر ملعبا غير ملعب الشجاعة!
التاريخ يكتب ما يفعله الرجال لا يقوله الرجال، وعندما يكتب التاريخ سيقولون «يوما ما فعل السيد كذا وكذا»، وقال ضمير الامة وربعه كذا وكذا وكذا وكذا وكذا!
لم أكتبها دفاعا عن السيد عدنان فهو خير من يدافع عن نفسه، ولا انا ممن يدافع عن نائب، بل دفاعا عن شهداء قدموا للكويت دماءهم… رحم الله شهداءنا، وشفى الله عقول ونفوس المرجفين!
ر