عربي وعالمي

قصة وسيناريو وكالة فارس الإيرانية
مؤسس الجزيرة “إسرائيلي”

يبدو أن الإعلام الحر والجريء هو السلاح الأكثر إيلاماً للأنظمة الاستبدادية، هذا ما يعانيه تحديداً النظامان السوري والإيراني مع القنوات الفضائية الإخبارية التي كانت على وفاق تام معه قبل الربيع العربي الذي صدع العلاقات بين قناتي العربية والجزيرة والنظامين المذكورين.
بعد انطلاق الثورة السورية ومع تصاعد عمليات العنف والقتل لآلاف الأبرياء ضاق صدر النظام السوري ذرعاً بقناة العربية فبدأت مهاجمة موقعها الإلكتروني والتشويش على ترددها الفضائية لإغفال الحقيقة عن الرأي العام العربي، وبدأت الاتهامات والقصص تحاك ضد قناة الجزيرة التي طالما كانت على وفاق تام مع النظامين السوري والإيراني إلا أن وسائل إعلام النظام الإيراني بدأت تنسج سيناريوهات تتهم الجزيرة بأنها مشروع إسرائيلي وهو أمر لم يكن النظام الإيراني يقبل به عندما كانت الجزيرة توسع دائرة النقد ض السعودية والكويت في تسعينيات القرن الماضي.
ونقلت وكالة فارس التي تعرف بضعف المصداقية والمهنية قصةً على لسان صحفي فرنسي لتثبت أن مؤسس الجزيرة هو صحفي إسرائيلي.
رواية وكالة فارس:
يقول تيري ميسان انه كان وراء تأسيس الجزيرة اخوان فرنسيان يحملان الجنسية (الاسرائيلية) هما ديفد وجان فرايدمان David & Jean Frydman، بعد اغتيال صديقهما اسحاق رابين، وطبقا لديفد فرايدمان، فإن الهدف كان خلق مجال يستطيع ان يتحاور عبره الصهاينة والعرب بحرية ويتبادلون النقاشات ويتعرفون على بعضهم الآخر، باعتبار ان حالة العداء والحرب تمنع مثل هذا وبالتالي تقضي على الأمل بالسلام. 
وفي تأسيس القناة استفاد الاخوان فرايدمان من ظروف مواتية: توصلت شركة الاوربت السعودية الى اتفاق مع بي بي سي لاقامة اذاعة اخبارية باللغة العربية ولكن المطالب السياسية للعائلة المالكية لم تتفق مع شرط الاستقلال المهني للصحافيين البريطانيين.. وهكذا فسخت الاتفاقية ووجد اغلبية الصحافيين في البي بي سي العربية انفسهم في الشارع وقد تم توظيف هؤلاء لاقامة الجزيرة. 
ويتابع ميسان كان الاخوان فرايدمان متحمسين لإظهار قناتهما على انها قناة عربية وقد استطاعا الاستعانة بأمير قطر الجديد الذي كان قد اطاح بمساعدة لندن وواشنطن بوالده المتهم وسرعان ما ادرك الشيخ حمد الفوائد الكامنة في ان يكون مركز الحوارات العربية الصهيونية والتي استمرت اكثر من نصف قرن ومتوقع لها ان تستمر الى وقت طويل. 
وفي نفس الوقت صادق على ان تفتح وزارة التجارة الصهيونية مكتبا لها في الدوحة، في ظل عدم التمكن من فتح سفارة وفوق كل شيء وجد ان من مصلحة قطر المنافسة مع وسائل الاعلام السعودية وان تكون له قناة يستطيع عبرها ان ينتقد الجميع الا نفسه. 
وكانت حزمة التمويل الاولية تتضمن دفعة مقدمة من الاخوين فرايدمان وقرض من الامير قدره 150 مليون دولار على 5 سنوات ولكن حين قاطع المعلنون بتحريض من السعودية قناة الجزيرة ،ومع شح اموال الاعلانات، جرى تعديل في الخطة وفي النهاية اصبح الامير هو ممول القناة وراعيها. 
ويقول ميسان انه ولعدة سنوات، سحرت الجزيرة الجمهور العربي بحرية الرأي، وكانت القناة تفخر بانها تطلق العنان لوجهات النظر المتعارضة والفكرة الا تملي عليك الحقيقة ولكن تتركك تتوصل لها من النقاش.. وكان اهم برنامج في هذا المنحى، هو برنامج الحوار الذي يقدمه فيصل القاسم بعنوان “الاتجاه المعاكس” وقد تغلب هذا الامران على صخرة المنافسين الاخرين وغير المشهد المرئي السمعي العربي. 
وقد ساهم في اعلاء شأن الجزيرة في قلوب المشاهدين العرب، الدور البطولي لمراسليها في افغانستان والعراق وعملهم الاستثنائي مقارنة بالقنوات التي تذيع بروباغندا اميركية وقد دفع مراسلوها ثمنا غاليا لشجاعتهم ،كان جورج بوش على وشك قصف ستوديوهات الدوحة، ولكنه قتل طارق ايوب في العراق واعتقل تيسير علوني و سجن سامي الحاج في غوانتنامو. 
ويتابع ميسان على اية حال، كل الاشياء الجيدة لها نهاية. في 2004-2005 وبعد موت ديفد فرايدمان، قرر الامير تعديل الجزيرة بشكل كامل وخلق قنوات جديدة بضمنها الجزيرة الانجليزية في وقت كانت السوق العالمية تتغير وكل الدول الرئيسية تسلح نفسها بقنوات فضائية اخبارية.. حانت اللحظة لمغادرة اثارة الفترة الاولى من اجل استغلال جمهور اصبح يناهز 50 مليون مشاهد ، لتكون قطر من خلال الجزيرة لاعبا في عالم العولمة.