أقلامهم

مبارك الهاجري: تبا للعم سام … كم أنت مخادع و نصاب مع مرتبة الحرفنة

سوف … هيلاري كلينتون!

مبارك محمد الهاجري
كم أكره كلمة سوف، وما حداني لهذه الكراهية الشديدة، استعمالها بكثرة من قبل الساسة في واشنطن، حتى كادت أن تكون حصرية لهم، ودون غيرهم!
سوف، ليست سوى إبرة تخدير، اعتاد استخدامها مسؤولو البيت الأبيض وعلى رأسهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ما إن تظهر في مؤتمر صحافي، حتى تبدأ بسوف وبشكل مسرف جدا يصيب المرء بالغثيان!
سوف، في السياسة الأميركية، تعني حقيقة واحدة، أن منالك بعيد، وحلمك لن يتحقق، أي وبالعربي الصريح، بالمشمش، هكذا الأميركان، منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، سياستهم قائمة على سوف، ما لم تكن هناك منافع عاجلة، أو مصلحة استراتيجية تستدعي تعليق كلمة سوف إلى أجل غير مسمى!
مواقف إدارة الرئيس أوباما مائعة، باردة، لا تميل إلى الوضوح، مواقف رمادية، ثرثرة متتالية، لا نهاية لها، خذ ما تشاء، كلمات منمقة، من إعداد الخارجية الأميركية، التي اعتادت تصفيف الكلمات، وتلميع الموقف السياسي أمام وسائل الإعلام العالمية، ليس أكثر! 
تبا للعم سام، كم أنت مخادع، نصاب، مع مرتبة الحرفنة، ضحاياك، بعشرات الملايين، غررت بشعوب بأكملها، وأعطيتها بيمينك وشمالك وعودا كثيرة، حتى ظنوا أنهم من سكان بورتوريكو وهاواي، الأميركيتين!
ساذج من يعتقد أن للسياسة الأميركية مصداقية، تاريخها مصبوغ بالسواد الحالك والمؤامرات، ليس لها صديق، ولا عدو، يقودها في ذلك الحلم الأميركي، القائم على نهب ثروات الشعوب، وفرض الأنظمة الديكتاتورية عليها، حتى وان سفكت الدماء، في الشوارع، كما الحال في دمشق الحزينة، التي ابتليت بنظام عميل وموال، لجارته غير الشرعية إسرائيل، وهذا ما فضح أميركا على الملأ بتناقضاتها الكثيرة، وتخبطها في الشأن السوري، وعدم جديتها في مساندة حق الشعب في نيل حريته، وكرامته المهدورة منذ العقود الأربعة الماضية!
تصريحات السيدة كلينتون الضبابية، إدانة واضحة، لسلوك البيت الأبيض المشين تجاه الأزمة السورية، ومراهنته على عامل الوقت، وكأن لسان حاله يقول، احسموا المعركة على الأرض ولو بإبادة الشعب السوري، تنهي معه مطالباته المتكررة بالحرية واحترام حقوق الإنسان!