أقلامهم

سلـوى الجسـار: تعكر صفو الحياة … على البلد السلام ؟

ثقافة الكراهية… أزمة وطن

د.سلـوى الجسـار
اختلفت المفاهيم وسادت الفوضى وكثر الخلاف في دولة مدنية تتشدق وتفتخر بالديموقراطية. لقد أصبح مجتمعنا ووطننا يموج بالتحديات غير المسبوقة والفتن التي أخذت تعصف بالديموقراطية وبكيان الأمة بهدف تحقيق أجندات وأهداف ومشاريع خاصة مخطط لها.لقد وصل بنا الحال الى ان كثيراً من السياسيين يهدفون الى تفكيك المجتمع وتجزئته من الداخل وتغليب المصالح الخاصة. لقد كثرت الاحتقانات المكتومة وتخوين بعضنا البعض وقلة الثقة حتى زادت ونمت ثقافة الكراهية وجُزئ المجتمع الى طوائف وشرائح وفرق وتكتلات مما زاد التشكيك في الولاء الى الوطن من خلال رمي التهم جزافاً بلا مانع ولا رادع.
}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا{… فيجب ان نحرر أنفسنا من البغضاء والكراهية ونبذ الخلافات لأننا نحب الكويت ونعمل لأجل الكويت.
لقد تداخلت السلطات فأصبح المشرع ينفذ ويحاسب ويقاضي.. مشاكلنا في الادراك والفهم… ادراك ما يدور حولنا وفهم كيفية التصرف تجاه المواقف الحياتية والسياسية المختلفة.ممثل الشعب يمثله في حدود معينة وليس بكل شيء فرأي الشعب حُر ومهم في التعبير بما يخصه وفق حقوقه وواجباته… وعضو المجلس يمارس دوره التشريعي والرقابي فقط في ظل الحدود التي كفلها الدستور وأقسم عليها وليس لديه حكم الوصاية على الشعب بالتعبير عن آرائه واتجاهاته فالدولة للجميع ولأجيالنا القادمة. وعليه نحتاج الى توعية سياسية ورفع درجة الثقافة السياسية حتى نفهم ما لنا وما علينا ما هي حقوقنا وواجباتنا في ظل القانون وحماية القانون. 
نحتاج الى اصلاح سياسي بعد ان وصلنا الى مرحلة تتطلب حسماً وقراراً حيث تعترينا مخاوف وهلع بسبب التفكير في المجهول وما سيحدث مستقبلاً.فعلى الحكومة ومجلس الأمة تحمل أمانة المسؤولية وانارة طريق المستقبل بالتعاون والتناصح ومقاومة الأمراض السياسية والاجتماعية وتطهير النفس من الكراهية وثقافة العنف والبغض والحسد والأنانية، والعمل على تعميق قيم التسامح والتآخي وتجسيد مبدأ الحوار البناء القائم على احترام الرأي الآخر لمعالجة قضايا المجتمع والارتقاء به..
لقد افتقرنا كثيرا في ظل المتغيرات المعاصرة وطفرة التكنولوجيا والثقافات الغربية المستوردة الى قيم التراحم والتسامح ونكران الذات بل نمت لدينا سلوكيات لاعقلانية أدت الى الفرقة والتنافر في ظل الديموقراطية.نعم نؤمن بالاختلافات في التعددية الفكرية والاتجاهات المختلفة لبحث القضايا وهموم الوطن وهذا أمر صحي وطبيعي ولكن لا نؤمن بفساد الأخلاق وتراجع منظومة القيم وافساد المجتمع للتكسب السياسي وتحقيق غايات تضر بأمن البلد ومستقبله وسلامة مواطنيه وضرب الوحدة الوطنية.فاذا ما طغت الأنانية وحب النفس وكره الآخرين… خان المسؤول أمانة المسؤولية وتعكر صفو الحياة وعندها نقول على البلد السلام.