محليات

وزير الاعلام: الشباب العربي زرع ربيعا فحصد التغيير وأتقن لغة الحوار مع الآخر

قال وزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله الصباح ان الاعلام والشباب وجهان لعملة واحدة لا يمكن لاحدهما ان يسبق الاخر مشيرا الى ان الشباب العرب “زرعوا ربيعا وحصدوا التغيير وأتقنوا لغة الحوار مع الآخر”.
 واضاف العبدالله خلال افتتاحه صباح اليوم فعاليات ملتقى الكويت الإعلامي العربي الثاني للشباب الذي يقام تحت رعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح انه ليس غريبا على صاحب السمو الاهتمام بالشباب ورعايته السامية لهم فهم كما يؤكد سموه دائما أمل الغد ودعائم المستقبل.
 واشار إلى ان “الاعلام بلا شباب كيان مترهل ومنظومة تشبه كهلا مستبدا لا يصدق ان التغيير سنة الحياة فيلزم من حوله بالمعايير البالية ليزيدهم نفورا منها او تشبه شخصا عاجزا عن اللحاق بقطار التقدم والفضاء حوله يموج بالحركة في حين ان فضاءه يحتضر بالسكون”.
 واضاف ان بعض الانظمة العربية أخطأت في ابعاد الشباب عن الفضاء الاعلامي وسجنهم داخل زنازين الفكر الواحد والبيانات الواحدة وافهمتهم ان الاعلام الحقيقي هو اعلام الحزب الواحد كما اخطأت اكثر فاكثر عندما اعتبرتهم غير راشدين بما فيه الكفاية للحديث بلغة الاعلام العصري عبر وسائله التكنولوجية الجديدة وحرمانهم من وسائل التواصل الاجتماعي والتراسل والتغريد.
 وأشار الى أن “التعبئة الاعلامية الرسمية المفبركة الهادفة الى غسل العقول عبر عقود سقطت امام صورة يلتقطها ناشط شاب من هاتفه النقال للحظة قمع او قهر فتصدر شباب التغيير العربي طليعة المشهد الاعلامي وصاروا صحافيين رغم ان بعضهم لم يدخل جامعة او يتخرج من مدرسة وصاروا مؤرخين موثقين لاحداث كان يمكن ان تبقى في ادراج النسيان وملفات الانكار والتجاهل”.
 واضاف ان الكويت سعت منذ تأسيس دولتها الحديثة الى توفير مناخ ديمقراطي حر يساعد على تأسيس بيئة اعلامية شفافة وموضوعية “يستطيع شبابنا من خلالها أن يعبروا عن ارائهم وأن يمارسوا مهنتهم الاعلامية دون قيد أو شرط وفي المقابل ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن الحرية مسؤولية وأن الكلمة أمانة وان هناك أيضا التزاما اخلاقيا ومسؤولا تجاه المجتمع وهذا ما نسعى لغرسه في نفوس شبابنا من الطامحين للاشتغال بالعمل الاعلامي”.
 وأشار الى أن مقولة الزعيم الصيني الراحل ماوتسي تونغ “دع العصفور يغرد حينما يشاء إنما داخل القفص” وكان الفيلسوف الفرنسي البير كامو يقول “الصحافي هو مؤرخ اللحظة” متسائلا “هل يستوي تأريخ اللحظات على حدود القفص وهذا السؤال انتم الاقدر على الاجابة عنه”.
 ومن جانبه استهل الأمين العام لهيئة الملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس كلمته بتقديم الشكر الى سمو أمير البلاد على رعايته السامية للملتقى وحرص سموه على تمكين الشباب وفتح أبواب الغد أمامهم مرحبا بممثل راعي الحفل وزير الاعلام الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح وضيوف دولة الكويت.
 وقال الخميس ان “المتغيرات التي يشهدها عالمنا العربي والتي ألقت بظلالها الكثيفة على العمل الاعلامي تدفعنا لاعادة النظر في الممارسة الاعلامية وارتباطها الوثيق بما يشهده العالم من فوران تكنولوجي بالاضافة الى انعكاسات المشهد السياسي العربي والتحديات التي يحملها المستقبل ولكننا مؤمنون بقدراتنا وقدرة شبابنا الذين لمسنا ابداعاتهم وطاقاتهم وانفتاحهم على العالم بأنفسنا”.
 وأضاف ان ملتقى الشباب “يعقد هذا العام في عهد وزير اعلام كويتي شاب الوزير الشيخ محمد العبد الله المبارك الصباح والذي لمسنا فيه العزيمة والمثابرة الشديدتين على متابعة التفاصيل أولا بأول فكان نموذجا حقيقيا وواقعيا يجسد ما ندعوا اليه الان خلال هذا الملتقى”.
 واشار الى انه “دائما ما ترتبط أعمال ملتقى الكويت الاعلامي العربي للشباب بأسماء صنعت تاريخ الكويت الصحفي والاعلامي كي يتعرف شبابنا على تاريخ اعلامهم ورواده ويشرفنا أن يقترن اسم هذه الدورة باسم الراحل الكبير محمد مساعد الصالح الذي كان ولايزال علما من أعلام العمل الصحفي الكويتي والعربي وقامة أدبية لها اسلوب فريد ومدرسة خاصة في الكتابة الصحفية ميزتها البسمة التي تحمل الفكرة”.
 وأوضح الخميس أن هيئة الملتقى الاعلامي العربي “حرصت في كل دورة على اختيار نماذج عربية تجسد النجاح والتميز وتقدم القدوة الطيبة لشبابنا العربي وهذا العام اخترنا رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في مملكة البحرين سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ليكون فارس الشباب لهذه الدورة لما قدمه سموه من جهود حقيقية ملموسة في مجالات مختلفة فسيرته الذاتية تعتبر بحق تجسيدا للعمل والنجاح”.
 وقال ان “هيئة الملتقى الاعلامي العربي ومنذ نشأتها تضع مسألة تطوير المؤسسة الاعلامية العربية هدفا أساسيا لها ونحن نؤمن تماما أن ذلك لن يحدث بالشكل المرجو الا من خلال العمل على تعزيز دور الشباب والارتقاء بمهاراتهم وقدراتهم فلا أمل الا بالتفكير والتخطيط للمستقبل ولا مستقبل بلا شباب مؤهل قادر على الابداع وشبابنا قادر على أن يبهر العالم وقد لمسنا ذلك من خلال الأعمال المشاركة في الجائزة العربية للابداع الاعلامي للشباب هذه الجائزة التي تقدمها هيئة الملتقى الاعلامي العربي لاستكشاف مواهب الشباب وتحفيز طاقاتهم الابداعية ودفعهم الى المشاركة الايجابية في العمل الاعلامي من خلال الجائزة”.
 ودعا الخميس الشباب “الى الاعتزاز بعروبتهم التي اختزنت فيهم جينات المروءة والأخلاق الكريمة السمحة وحب العلم والمعرفة وقدرا مهولا من الابداع والطاقة الخلاقة”.
 بدورها قالت الاعلامية الليبية غالية بوعكوك خلال كلمتها عن الشباب المشارك “اننا نجتمع اليوم في وقت يشهد العالم تغيرات كبيرة وسريعة وخاصة في وسائل الاعلام وما يشهده من ثورات تقنية ساهمت التكنولوجيا في تحقيق قفزات هائلة فيها ونحن شباب الاعلام العربي لابد أن يكون لنا دور في هذا المضمار الذي يشهد منافسة شديدة وسريعة ونقلات هائلة ومتتالية تحتاج منا الى الوعي والثقافة والمرونة العالية كي نستطيع أن نجاري قفزاتها”.
 وأضافت بوعكوك ان الاعلام كان “يشهد في ليبيا ظلاما دامسا ويسخر لخدمة هدف واحد وشخص واحد وجاءت الثورة لتحرير الاعلام من سلطة الأفراد الى سلطة الشعب وهكذا يجب أن يكون الاعلام دائما ويظل يخدم رسالة عادلة ويعمل لمصلحة الوطن قبل الأفراد”.
 من جهتها دعت ميار الغيطي من جامعة الأهرام الكندية من جمهورية مصر العربية الى ضرورة الخروج من الملتقى بأهداف استراتيجة لرسالة الأعلام العربي والتأكيد على دور الشباب في التغيير وعلى حرية التعبير اضافة إلى تحقيق المعايير المهنية والحيادية للاعلام العربي الشاب وتأكيد دوره وتأثيره في المشهد الاعلامي العالمي “وذلك لن يتأتى الا من خلال الوعي بهويتنا ورسالتنا الاعلامية العربية”.
 وشهد حفل الافتتاح تقديم جائزة الابداع الاعلامي كافضل برنامج اذاعي لعبدالله الميمني وافضل تقرير اخباري بالمشاركة بين هديل الخطاب من مصر وعالية الزنكي وهيا ابا الخيل من الكويت وجائزة افضل صورة صحافية لوليم عطية من مصر وجائزة افضل مقال صحافي لخليفة الخديشي من عمان كما تم تكريم كوكبة من الاعلاميين الكويتيين.
 وافتتح الوزير العبدالله المعرض المصاحب للملتقى والذي يضم عددا من الأجنحة للجهات المشاركة من مختلف الدول العربية.