أقلامهم

مسعد حسني: أليس منكم رجل رشيد؟! … لك الله يا مصر

أليس منكم رجل رشيد؟!

مسعد حسني
يوما بعد يوم تزداد الاحوال في مصرنا المحروسة توترا وقلقا، كل يوم يظهر في الافق حدث جديد يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا ورعبا وذعرا على مستقبل الكنانة وأمن ابنائها وسلامة حدودها.
القوى السياسية، ولا نستثني احدا، راحت تبحث جميعها عن مكاسبها الخاصة، والتأكيد على سلامة اهدافها وصدق نواياها وعمق اطروحاتها، الجميع اعرض ونأى بجانبه عن الالتقاء مع الآخر، والاستماع اليه، والتعاون معه بغية الوصول الى الهدف الاسمى والابقى وهو «مصر».
على امتداد التاريخ الحديث كانت مصر هي قلب العروبة النابض، لم نسمع يوما بتعرض قطر عربي لازمة الا وهبت لنصرته، ولا تخلو سجلات التحرير والاستقلال العربية من علامات بارزة للامة المصرية، التي كانت ومازالت الحضن الكبير لكل العرب.
وفي المقابل لم تتأخر الدول العربية عن نصرة ودعم مصر في كبواتها وحروبها وتوجهاتها، كانت العلاقات المصرية مع كل دولة عربية على حدة نموذجا لعلاقات الصداقة والاخوة والتكامل، فكان نجاح مصر نجاحا لكل العرب وانتصار اكتوبر العظيم محل فخر واعتزاز لجميع ابناء أمة الضاد.
كل هذا يدفعنا للتساؤل.. هل من المنطق ان تظهر بؤر التوتر في علاقات مصر مع اشقائها العرب؟! ولمصلحة من ذلك؟ ولماذا في هذه الفترة بالذات؟ ومن المتسبب في ذلك؟
اذا كانت القوى السياسية المصرية قد انشغلت بأجنداتها الخاصة على حسب العلاقات المصرية ـ العربية، فإنها لا تعي شيئا في السياسة، ولا نأمن أن تقود هذه القوى قاطرة القيادة المصرية في هذه المرحلة الحساسة، اما اذا كانت هذه القوى مدركة لخطورة ما يحدث من توتر ولم تقدم ما يزيله، فإنها ايضا غير جديرة بتولي امورنا.
اما ان يصل التوتر الى العلاقات المصرية ـ العربية فهنا ينذر بخطر داهم سيلحق بالجميع، خطر يهدد كل العرب، فالعدو الصهيوني متربص بنا، ينتظر هذا الانقسام، وهذا التشتت، ولا اعتقد ان هناك مصريا او عربيا لا يعي ما يريده الصهاينة!
الاسئلة التي أتمنى ان اجد لها اجابة وخاصة من القوى الاسلامية التي شارك كثيرون من المنتسبين لها في التظاهر امام سفارة المملكة: هل تدركون ما تفعلون؟ هل بهذه التصرفات تستحقون قيادة مصر الى بر الامان؟
لماذا تصر بعض القوى على العمل بمنطق الجماعة السرية، حتى بعد ان اصبحت لها الكلمة العليا؟
ولا املك الا ان اجيب عن نفسي قائلا: لك الله يا مصر.
اتمنى ان يظهر رجل رشيد يستطيع ان يوقف ما يحدث من انحدار في الخطاب بين القوى السياسية، وان يعيد العلاقات المصرية ـ العربية الى مكانتها الطبيعية ليس لمصلحة قوى بعينها او فئة محددة وانما لمصلحة كل الامة العربية ومصلحة الامة الاسلامية.