أقلامهم

مبارك الهاجري: المضف… وتجاوزات «التأمينات» !… والأجندة الرمادية؟!

المضف… وتجاوزات «التأمينات» !

مبارك محمد الهاجري
لم يحدث في تاريخ الكويت الحديث، أن قام مسؤول بإحالة نفسه إلى النيابة العامة، كما فعل مدير عام بنك التسليف صلاح المضف الذي طلب إحالته على النيابة العامة في الاتهامات المنسوبة إليه، ومواجهة هذه التهم بشجاعة نادرة قل مثيلها، ونحن هنا لا نزكي المضف وإنما نراه موظفا عاما يخدم بلده من موقعه، حاله وحال الآخرين سواء بسواء، وهنا يتساءل المرء عن سر الهجمة على شخص المضف، ولماذا لم يتم اتهامه في عهد الوزير السابق، وهل لهذه الهجمة وما روج علاقة بتصفية الحسابات التي تمارسها الغالبية وأجندتها الرمادية؟!..
غالبية تزعم الإصلاح، وعينها الأخرى مغلقة تماما عن تجاوزات التأمينات الاجتماعية، والتي حطمت الأرقام القياسية العالمية، مليار و800 مليون دينار من أموال المؤسسة ذهبت أدراج الرياح، ومسؤولو ديوان المحاسبة بذلوا أقصى جهودهم، ووضعوا النقاط على الحروف، ورغم ذلك، لم تتم محاسبة المسؤول عن ضياع هذه الأموال الخيالية، حتى كتابة هذه السطور! 
بلغت الاتهامات ضد مدير بنك التسليف حد التشكيك في الذمة، وغيرها من اتهامات معلبة وجاهزة، للتوزيع ببصمات الغالبية، التي تمارس الترهيب النيابي والصوت العالي ولي الحقائق، التي لا يمكن إخفاءها، وقد بانت للعامة جلية، واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، إن لم تنتمِ إلى غالبيتهم الهشة، عليك أن تواجه حملة قوية من الأباطيل والاتهامات التي تجعل شعر الوليد يشيب من هول ما يراه من جرأة في إطلاق التهم على من يخالف توجهاتهم، والمخلوطة بأجندة إخوانية-سلفية-شعبوية! 
* * *
المطالبة بتعيين رئيس حكومة شعبي، تخفي وراءها أجندة إخوانية للسيطرة على مقاليد السلطة في الكويت، قبل عدة أشهر طالبوا بإبعاد ناصر المحمد، وبالأمس القريب، طالبوا برئيس خارج ذرية مبارك، واليوم، يريدون رئيسا شعبيا، وغدا، ربما شيئا قد لا يطرأ على البال!
نقولها بملء الفم، المطالبة برئيس شعبي، كما تزعمون، لن تتحقق، وبعيدة عنكم، ولا يغرنكم انتصار فروعكم الأخرى في تونس ومصر، وما انتصاركم إلا أضغاث أحلام سرعان ما تتلاشى، وإن غدا لناظره قريب!
* * *
نقول للنائب مرزوق الغانم، لست وحدك في مواجهة قوى الفساد، وإنما معك كل محب للإصلاح، فكن كما أنت صادقا، وفيا، غير حانث بقسمك، الذي حنث به معظمهم، فاستمر في الميدان، كعهدنا بك، كالسيف المصلت على رقاب المفسدين، ملتزما الدستور ومواده، لا تحيد عنه قيد أنملة، ولا تلتفت إلى المتخاذلين، والمحبطين، الذين ارتضوا أن يكونوا إمعات، لا رأي لهم، ولا مشورة، ويكفيك فخرا، أنك رمز الإصلاح، في مجلس غالبيته بعين واحدة!