أقلامهم

علي البغلي: هذه إحدى «شطحات» أو «عرات وبرات» النائب الطبطبائي !!

لا حدود لمطالبهم!

علي أحمد البغلي
يقول الاصطلاح الإنكليزي The Sky is the Limit، ويستخدم للمطالبات أو الطموح الذي لا تحدّه إلا السماء، أي لا تحدّه حدود! عندما اطلعت على تصريحات وليد الطبطبائي، النائب في مجلس 3 فبراير، عن أن الشيخ جابر المبارك هو آخر رئيس وزراء من أسرة آل الصباح، وأنه آن الأوان للمطالبة برئيس وزراء شعبي، قلت إن هذه إحدى «شطحات» أو «عرات وبرات» النائب، الذي تعوّد على إطلاق الفرقعات الإعلامية، منذ أن رزئنا به على كرسي النيابة! فهو يخرج من فرقعة ليدخل إلى أخرى! من غرقه في كانكون، إلى أنفاق غزة، إلى سفينة الحرية التركية، بالإضافة إلى كم كبير من الفرقعات المحلية، أخيرها وليس آخرها إمساكه بدمية (سنفور) وغناؤه أغنية ينادي فيها برحيل الشيخ ناصر المحمد أمام قصر العدل، وهكذا!
ولكن تلاحق الأحداث والتصريحات يظهر أن وراء الأكمة ما وراءها، فنحن قلنا إن تصريح قيادي حدسي (مبارك الدويله) عن رئيس وزراء شعبي هو زلة لسان منذ أسبوعين، ليعد الطبطبائي بها ثم العنجري ثم الحربش والمسلم والصواغ في جلسة المجلس الأربعاء الماضي! ليتبين أن المسألة كان مخططاً لها ومنسقة بين أفراد الأغلبية الهشة الجديدة، التي قد تقود البلاد إلى الهاوية، ولا شيء غيرها الآن!
فالأغلبية كانت مطالبها محصورة في إزاحة رئيس مجلس الوزراء السابق، ولم يكتفوا بذلك، وطالبوا بحل المجلس السابق، ووعد «الرمز»، بعد جلسة الصورة ذات «الابتسامة الشقاقية النادرة» مع صاحب السمو حفظه الله، بإعادة الأمور إلى الهدوء والدعة والسكينة، إذا ما آل إليه ورهطه كرسي المنصة العالي! وكان له ما أراد، لتأتي جماهير الناخبين بأسوأ مجلس وتشكيلة «قرقيعانية» متنافرة، متشاكسة، متشاجرة حتى مع نفسها! التي كشفت وعرّت طموحها غير المشروع بالإمساك بكل المفاصل في هذا البلد، وعلى رأسها رئاسة الوزارة مؤخراً.
* * *
المضحك المبكي أن أحد ثوار مجلس 3 فبراير الجديد (النائب الصواغ) بشّرنا بأن مجيء رئيس مجلس وزراء شعبي سيأتي بمزيد من الحريات! وإحنا نقول للنائب الصواغ، الذي رأيناه في بث حر في معركتين بالمجلس استخدم فيهما الصراخ والعقال واليد في المجلس السابق والحالي: منين يا حسرة؟! فأنتم وأغلبيتكم مع الحريات كالخطوط المتوازية، لا تلتقيان لأبد الآبدين! فقد رأينا قوانين حريات أغلبيتكم المنادية بهدم الكنائس، ومراقبة المساجد، والحسينيات، وفرض اللباس، ومراقبة الشواطئ، ولو أتيحت لكم الفرص لراقبتم المواطن في غرفة نومه!
كلام ضاحي الخلفان عن الإخوان المسلمين وحلفائهم وخططهم بالاستيلاء على الحكم في دول الخليج، مبتدئين بالكويت عام 2013، يظهر أنه غيّر تاريخ بدء الخطة لمصلحة تعجيلها، خوفاً من حصول مستجدات قد تجهضها! وقد قلنا إن شهية هؤلاء للحكم والتسلط هي كنار جهنم، يقال لها: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد؟ ولكن أحداً لم يصدقنا، وها هي الأيام تثبت هذه المقولة، فمطالبات هؤلاء لا تحدّها حدود، فالسماء هي الحدود The Sky is the Limit.
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم