أقلامهم

إبراهيم بهبهاني: فتنة المساجد!… احتلوا المنابر وحولوها ساحة حرب

فتنة المساجد!

د. إبراهيم بهبهاني
لسنا بعيدين عما يحدث في مصر ونحن في النهاية لا نعيش في جزر معزولة، فما يجري في القاهرة يؤثر فينا وفي حركة المجتمع، وما يدور في المنامة او مسقط يصل إلينا، النتيجة أن المركز وهو الأصل من حيث حجم التأثير ينتقل صداه ومفعوله إلى الاطراف…. 
فما بالك بالدول العظمى… العالم اليوم بات قرية موحدة، وهذا صحيح وإن اختلفت مستويات التأثير من منطقة إلى آخرى…. نحن نتحدث عن مصر لأننا نقدر تماماً أن هذا البلد الكبير والمركزي في العالم العربي، له امتدادات واسعة في الشارع الكويتي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى…. 
الكلام اليوم عن موضوع المساجد وأنا هنا فقط أورد المعلومات من باب واحد وهو أن ما يحصل هناك سيصل إلينا بصورة أو أخرى، فالعمل السياسي لم يعد مفصولاً عن الاحزاب والجماعات الدينية خاصة الإخوان والسلف، فهم اليوم في السلطة وداخل الحكم هناك ولذلك فإن قراءة ما يدور في مصر له صلة بواقعنا خصوصا أن جماعة الإخوان مرتبطون مع بعضهم بعضاً حتى وان أنكر أحدهم الاسبوع الماضي… قرأت دراسة أو ملفاً كما يقولون في مجلة «المصور» المصرية 18/04/2012 العنوان «فتنة المساجد» وتكملتها حي على الجهاد الرئاسي، الموضوع يطرح اشكالية تعاني منها مصر وهي أن وزارة الإوقاف هناك تعلن عجزها عن السيطرة على المساجد لان الاخوان والسلف «احتلوا» تلك المساجد وهذه الكلمة وردت بالنص .
فهؤلاء احتلوا المنابر وحولوها ساحة حرب وأعلنوا منها معاركهم وفتاويهم ودعايتهم الانتخابية، لدرجة انه صار للأخوان مساجدهم وللسلفيين أيضاً مساجدهم وبمعنى ادق فقد دخلت الفتنة بيوت الله، ومنذ ثورة 25 يناير 2011 والإسلاميون يستخدمون المساجد للدعاية السياسية متخطين معظم الحواجز الدينية والسياسية وغيرها ومخالفين لكل تعليمات وشروط الأزهر باعتباره المرجعية الأولى والأخيرة….
 فالإخوان والسلف لا يعترفون بها مرجعية، فلهم مرجعيتهم السياسية والدينية الخاصة بهم، فالسلف يرجعون لشيوخهم والإخوان كذلك إلى مرشدهم الروحي ومكتب الارشاد، فطاعة هؤلاء فوق أي اعتبار، التحقيق مهم ومثير، فهو يكشف اساليب الإخوان والسلف في السيطرة على المساجد لتوظيفها سياسياً واستغلالها بما يخدم أهدافهم والترويج لحكمهم المشكلة ان المسجد جرى فرزه بحسب الانتماء السياسي والديني وصار من الصعب السيطرة عليه ومراقبته من قبل الجهات المعنية …. 
الخوف ان تنتقل العدوى من هناك وتصبح المساجد ساحة لتصفية الحسابات السياسية والمعارك السياسية وننسى أنها مراكز للعبادة ولله سبحانه وتعالى فهو الباري والقادر على كل شيء وإليه المصير…. ربنا لا تؤاخذنا ان اخطأنا انك على كل شيء قدير.