أقلامهم

علي البغلي: الزموا حدودكم … على من تقرأون مزاميركم يا أغلبية؟!

على من تقرأون مزاميركم يا أغلبية؟!

علي أحمد البغلي
الأغلبية الاستبدادية لـ «الـ 35» نائباً أعلنت على لسان أكثر من عضو منها عزمها المضي قدما في تقديم تعديلات دستورية تؤدي إلى أن تشكل الأغلبية المنتخبة الوزارة، ويكون منها رئيس الوزراء الشعبي.. وقد أصيب المراقبون السياسيون بالدهشة والصدمة لسرعة حرق المراحل التي مارستها الأغلبية في المرحلة الأخيرة، التي جيشت الشارع للإطاحة برئيس الوزراء السابق، وحل مجلس الأمة وإجراء انتخابات جديدة فازت بأغلبية مقاعدها، لتأتي بأغلبية لم تمارس حتى الآن ممارسة ديموقراطية راشدة!
فهي بالرغم من استحواذها أو «تكويشها» على مفاصل المجلس من رئاسة ونيابة رئاسة ولجان حساسة، وكل لجان «التحقيق المخفرية»، وكذلك سيطرتها على أغلبية أعضاء مجلس الوزراء باستثناء «تمرد» بسيط لوزير أو وزيرين (وزير المالية)… رأينا المعارك المفتعلة التي تثيرها مع الأقلية التي وصلت للتنابز الطائفي، والشتم وردح الشوارع.. رأينا ما صدمنا برئاسة ونيابة رئاسة، غير عادلة وغير منصفة بالتعامل مع الأقلية في إعطاء الدور للكلام، وإعطاء نقاط النظام، والمقاطعة المستمرة لمداخلات الأقلية، خوفاً من تعرية ممارساتها المستبدة التي رأيناها متجلية في محاولة تزوير بلاغ اقتحام مجلس الأمة وغيره.. فالأغلبية مع امتلاكها للأصوات الكافية لتمرير كل مشاريعها التي أعلن عنها أقطابها وأكثرها معادٍ ووائد لما تبقى لنا من حريات، ومعتدٍ على مبدأ فصل السلطات، إلا أن الثقة تعوزها، ولذلك رأينا أقطابها يلجأون الى الاستبداد النيابي لسحق كل رأي للأقلية!
وعلى ذلك يضع المراقب يده على قلبه في حال، لا سمح الله، نجح مخطط تلك الأغلبية في السطو على منصب رئيس الوزراء، فسيأتي رئيس منها لا هم له إلا إرضاء تلك الكتلة المستبدة، وإرضاء من جاء به للكرسي الوثير الذي يتحكم في كل مفاصل الدولة، لكي يضمن العودة إليه المرة بعد الأخرى، أما أغلبية الشعب، فلتأكل «تبناً»، فالأغلبية أتت برئيس وزرائها والأغلبية تمرر ما تشاء من قوانينها!
رئيس الوزراء الشيخ ميزته عدم خوض الانتخابات، وبالتالي عدم حاجته لمحاباة أي فئة على فئة أخرى لكي يعود لذلك الكرسي، أما الأغلبية المستبدة فستأتي لنا برئيس من كتلها الأصولية أو القبلية، لأنه لا يوجد من بين تلك الكتلة «الماكنتوشية» رجال دولة مثلما رأينا في الكويت في نصف القرن الماضي، أو أن تأتي لنا برئيس وزراء يحابي كتلة الأغلبية في جميع طلباتها، لأنه يدين لها بوصوله لذلك المنصب.. نقول لكتلة الأغلبية: الزموا حدودكم، فإذا أنتم لم تستطيعوا أن تعدلوا مع زملائكم من كتلة أقلية الـ15 عضواً فكيف ستعدلون مع كل أهل الكويت؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.