بدونيات
فالح بن حجري
قضية البدون هي ملكة البدونيات ولا شك مع الاعتذار للملكة احلام طبعاً، فهي قضية عنوانها يلخصه القوم بكلمة بدون وتعالج بدون نية صالحة للاستخدام الآدمي وتسير آلية حلها بدون هدي او نظام، بالاضافة طبعاً الى انها قضية ستبقى بدون امل الى ان يحلها الحلّال ان استمرت العقليات السائدة في مجتمعنا هي سيدة الموقف !!.
وخلافا للمثل القائل ” فاقد الشيء لا يعطيه” فإن البدون واقعا ورغم فقدهم حقوقا انسانية لا تعد ولا تحصى اعطوا الكويت دما وعرقا واخلاصا وولاء سطره التاريخ الوطني بحروف من ذهب.. ولكن الاعتراف بحقوقهم ذهب مع ريح الوعود العرقوبية المتتالية للحكومة تلو الحكومة!!.
معشر البدون قضيتهم سهلة ممتنعة، سهولتها في وضوح تفاصيلها وامتناعها يكمن بأن تفصال ثوب الحلول الحكومية اما ان يكون “طويلا” فيعت مستقبل البدون، او ان يكون قصيرا يضطر البدون ان يمدوا ارجلهم على قده “فيتكرفسوا” داخل رحم الحياة الضنك في انتظار ولادة حقوقهم.
تفاصيل القضية سهلة تحار السهالات في سهولتها، فالحكومة تعرف البدون بسيماهم، فهذا عسكري سابق او منتظم في عمله، وهذا ابن شهيد وهذا اسير او ابن اسير، وهذا بطل مقاومة واقلهم من لم تدنس يوما شرف وجه ملفه الابيض مخالفة ممنوع الوقوف، بالاضافة ان تجنيس البدون هو حجة وحاجة وطنية وسيكون كابر البوتكس التي ستشد تجاعيد بشرة تركيبتنا السكانية المترهلة، ولكن يبدو ان سياسة الحكومة تجري وفق بيت الشعر القائل : يا مدور الهين ترى الكايد أحلى!!
حقيقة عندما تشغل قضية “الانساب” دولة دستور ومؤسسات مثل الكويت فتجعلها هي المعيار الاول للتجنيس، فهنا لابد لمن لا حول ولا قوة له ان يحتال ويحول الامر الى النواب لتبني مشروع لتعيين وزيرة دولة لشؤون الخطابة وتوفيق الراسين بالحلال فتعرض عليها ملفات التجنيس فتوقع هذه الوزيرة الخطابة على ملف ما “كفو ولد بطنها” وعلى ملف اخر “والنعم بعيال الحمايل” وترفض ملفا اخر بحجة “هو هو هو ..ما عوزه!!” وترمى وراءه ملفاَ اخر بعد توقيعه “وييه ُغبره ما بقى الا هذا” .. وهنا قد يجد البدون تفسيرا منطقيا لرفض تجنيسهم المتواصل بعد كل فاصل لجان ويقولون انه من كيدكن ان كيدكن عظيم.
انا احب اخواني البدون ولست منهم، وان كانت الامور بالانساب فأنا لا اقبل ان يمنح ملك قبائل سوزيلاند طائرة خاصة ويحرم ابناء قبائل معروفة انسابها من رخصة قيادة لسيكل.. وارحموا من
بـ “تيماء” يرحمكم من بالسماء.
أضف تعليق