برلمان

استجواب الجويهل للحمود اليوم.. أقرب إلى “الفشل” من حبل الوريد

يناقش مجلس الأمة في جلسة اليوم الاستجواب الأكثر جدلا واثارة وترقبا، سواء على مستوى مادته أو مقدمه،  وهو الاستجواب المقدم من النائب “المثير للجدل” محمد الجويهل الى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود، والذي حتما سيكون مصير استجوابه مصير سابقيه، حيث أن الجويهل لن يتمكن من تقديم طلب طرح الثقة بالوزير، لعدم توافر العدد اللازم لتقديمه، ويبقى الرقم عشرة هو “سر فشل استجوابات الأقلية”.  
استجواب هو الأخطر من قبل كتلة المستجوبين الجدد، لأن اضافة الى أنه يحمل في مادته محاور من شأنها تأجيج الشارع، فإنه ايضا يقدم من نائب “لا يتفق عليه اثنان…من نواب الأغلبية”، وان كان لعدد من نواب الأغلبية ثأر قديم مع وزير الداخلية، منذ المجلس السابق، فإن نار الحمود بالنسبة لهم أفضل بكثير من “جنة الجويهل”، وبغض النظر عن مدى نجاح الحمود في تفنيد محاور الاستجواب من عدمه، فإنه سيعبر الاستجواب بنجاح، ليس لأن نواب الأغلبية يتمسكون به، لكن لأن من استجوبه هو الجويهل.  
فالجويهل، حتى ساندوتش الشاورما” اختلق منه أزمة سياسية”، فرأى فيها حسب “دماغه العاليه…انذاك” بأنها كانت تحتوي على “شعر”، واذا تم قياس مادة استجوابه حسب حكمه على الشاورما، من قبل “دماغ الأغلبية”، “فإن استجوابه شاورما مصنوعة من لحم فاسد منتهي الصلاحية، استورده من مورد مشكوكا في ذمته”، فيرون أن استجوابه خلط للاوراق وهدفه تأجيج الوضع وتحقيق عدم الاستقرار، استخدم فيه الجويهل “كحطبة دامه”.
وبذلك فإن الكارت الذي بموجبه جلس الجويهل على المقعد النيابي، اقترب من خسارته، وفي حال تحقق ذلك، بجلسة الغد، اذا لم ينجح الجويهل خلال مرافعته الاثبات بالمستندات تورط الوزير في ملفات المحاور التي قدمها، سيكون حاله في الانتخابات المقبلة حال النائبات السابقات.
للجويهل ساعة ونصف في مرافعته الأولى، يشرح فيها محاور استجوابه الخمسة، لكن المعروف بالنسبة للمقربين منه، فإنه “لا يستطيع الاستطراد في الحديث من دون ورقة أكثر من نصف ساعة”، لذا فهو أمام خياران غدا، اما أن يتلو ما كتب له من ورقة، وهنا سيكون استجوابه “مملا”، أو وهو المتوقع أن يحدث، “يلعب في مرافعته على وتر القبلية، من أجل تضييع وقت حديثه من ناحية، واستفزاز الأعضاء والوزير من ناحية أخرى”.
في المقابل، فإن نواب الأغلبية مطالبين غدا بضبط النفس، طالما قرروا تمكين الجويهل من صعود منصة الاستجواب في جلسة علنية،  وعليهم أيضا أن يمكنوه من عرض مالديه من مقاطع فيديو ووثائق، فحسب مقربين منه، فإنه من المحتمل أن ينسحب من الجلسة اذا ما رفض المجلس ذلك، وسيعرض ما لديه في مؤتمر صحافي.
 وعلى الرغم من تراجع الجويهل  عن محور نواف العازمي، حسب ما اعلن النائب عبدالحميد دشتي، فإن ذلك لا يمنع بأنه سيحاول الزج به، خاصة اذا ما شعر بأن النواب التزموا بضبط النفس، لأنه مع هذا الموضوع، لن ينفع ضبط النفس مع نواب العوازم، الذين سيتابعون مرافعته من بدايتها حتى نهايتها، من أجل هذا الموضوع بالتحديد، حسب ما طلب منهم من قبل ذويه.
على كل، وبغض النظر عن الدوافع، فإن الجويهل عضو يمثل الأمة، مارس صلاحياته الدستورية ووجه استجوابا الى وزير الداخلية، يناقش في جلسة علنية غدا، فعليه احترام الأمة التي مكنته من استخدام هذا الحق، وعدم الانشغال باستفزاز خلق الله، والتركيز على ماجاء في صحيفة الاستجواب.