اللامتوقع
نبيل الفضل
استجواب محمد الجويهل للشيخ أحمد الحمود، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية، كان محكوما عليه بالموت قبل ان يبدأ، اما اختناقا بضوضاء مفتعلة أو رميا برصاصات اسفاف هابط، لان زمام الامر تحت قبة عبدالله السالم محكوم بالاغلبية المعادية لكل ما يمثله الجويهل وما يرمز له. واغلب الاغلبية على استعداد للتضحية بالمبادئ اذا كان الالتزام بها يؤيد ما قد يطرحه الجويهل.
ولكن اللامتوقع واللامعقول واللامسبوق هو ان يكتفي الجويهل بدقيقتين فقط من الساعة والنصف المتاح له لمناقشة محاور استجوابه!!
لقد حير مؤيديه قبل مناوئيه، واذهل المؤمنين بقضيته اكثر من الخائفين منها. بل لقد اذهل حتى رئيس المجلس والوزير المستجوب!!.
وحتى كتابة هذا المقال لا نعلم لأي سبب اكتفى الجويهل بدقيقتين طالب فيها وزير الداخلية بان يجيب عن سؤال عن جواز احد أبناء نائب الرئيس، مع انها قضية قد تم استهلاكها عبر الصحافة والمنتديات، ولم تعد تثير الاهتمام مهما حرص المتابع على ملاحقة التحريات حولها.
اكتفى الجويهل بدقيقتين فاضاع على نفسه وعلى الجمهور اظهار ما كان في حوزته من قضايا وادلة لا تدين وزير الداخلية وانما تدين الحكومات المتعاقبة، وتبين مدى الاستهتار باشرف واكرم شهادة جنسية. اضاع قضايا وادلة وبراهين تكشف التسيب والتزوير الذي تعرضت له الجنسية الكويتية.
ولقد كنا مع السيد حسين القلاف على المنصة مع الجويهل في محاولة لاقناعه برفع اللافتة التي وضعها أمامه وقد كتب عليها «الكويت للكويتيين.. فقط»، والتي كان قد رفض رفعها كما طلب منه رئيس الجلسة خالد السلطان ورفع الجلسة بسبب الخلاف حولها. ثم جاء العم بوعبدالعزيز ليرأس الجلسة وطلب كذلك رفع اللافتة التي اصر الجويهل على ألا يرفعها الا السعدون ذاته!!.
وخلال محاولاتنا معه لنبدأ الاستجواب تفاجأنا بوصول سمو رئيس الوزراء الى المنصة متوسطا لدى الجويهل برفع اللافتة!.
والحقيقة ان هذا التدخل لسمو الرئيس ما كان له الا ان يستجاب له، فقام احد الزملاء بسحب اللافتة وسط هياج غير طبيعي من بعض النواب المعترضين على تدخل سمو الرئيس – بيض الله وجهه – بدلا من شكره على تواضعه وكرم اخلاقه وتصرف الحكم من ابن الحكم.
وقضية اللافتة قضية محزنة. فهي لافتة كان قد رفعها الجويهل في جلسة سابقة ولم يعترض عليها احد، وظهورها يوم امس لم يكن الاول، ولكنه هذه المرة للاسف اهاج مشاعر البعض دون سبب واضح!!.
الكويت للكويتيين فقط امر لا مراء فيه ولا جدل. ومن لا يعجبه هذا الكلام عليه ان يفصح عن ذلك وينأى بنفسه عن الكويت وعن الكويتيين.
ولكننا نعتقد اعتقادا لا اثم فيه ان الاحتجاج لم يكن على اللافتة ولا على ما هو مكتوب عليها، وإنما كان الاحتجاج على رافعها.. محمد الجويهل!.
والمشكلة تسبب بها خالد السلطان الذي كان يرأس الجلسة بغير اقتدار كالعادة، فهو من طلب رفع اللافتة دون ادنى سند من دستور أو لائحة.
وتعطيل عمل المجلس على لافتة مكتوب عليها ما لا يختلف عليه اثنان هو عبث اداري وفرض ارادة لا محل له من الاعراب.
المهم ان اللافتة تم رفعها دون رضى رافعها محمد الجويهل، وبدأ الاستجواب بتلك المفاجأة غير المتوقعة من اكتفاء الجويهل بدقيقتين فقط من اصل تسعين دقيقة متاحة له كمستجوب!!
فهل كان لرفع اللافتة دور او سبب في هذا التوجه الدراماتيكي لاستجواب الجويهل؟! ربما.. وربما.. وربما.
ولكن المؤكد ان الشارع الكويتي سيحتاج وقتاً حتى يستوعب ما حدث ولماذا حدث. خاصة وان الجويهل عندما تحدث في المرة الثانية، والتي كانت مدتها نصف ساعة، قد جاء ببعض ما عنده من قضايا ومعلومات كان أولى به ان يقدمها في الجزء الأول من حديثه ليتسنى له الرد على ردود الوزير.
ولكننا مررنا بتجربة غير مسبوقة في استجواب تخللته المفاجآت واحاطت به تصرفات لا تليق بناد شبيبة، وسادت فيه لغة عفنة لا يتوقعها احد من وجوه ملتحية وألسن تلهج بذكر الله وبمكارم الأخلاق!. فجلسة الامس كانت الجلسة الابعد عن الاخلاق في تاريخ المجلس.
اعزاءنا
نستميحكم عذراً عما سمعتموه في جلسة الامس من ردئ الحوار وساقط الملافظ ومنحط الاستهزاء في مجلس كان يجب ان يكون ونوابه القدوة الحسنة للشباب والمجتمع!.
ألا تباً لها من قدوة عفنة.
أضف تعليق