برلمان

خلال افتتاحه المنتدى العالمي الثالث
السعدون للبرلمانيين الإسلاميين : ارتقوا بالرقابة والتشريع وحققوا طموحات الشعوب

-الطبطبائى :دعم ونصرة الشعب السورى فى قضيته العادلة
  دعا رئيس مجلس الامة أحمد السعدون البرلمانيين بشكل عام الى رفع مستوى الأداء فى الممارسة الديمقراطية والعمل على تفعيل أدوات الرقابة والتشريع بمايحقق تطلعات شعوب المنطقة .
وافتتح السعدون أعمال المؤتمر الثالث للمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين صباح اليوم الأربعاء بفندق شيراتون الكويت بحضور رئيس الفرع الكويتى للمنتدى الدكتور وليد لطبطبائى ، ونائب مجلس إدارة المنتدي الدكتور ناصر الصانع الأمين العام للحركة الدستورية الاسلامية ، وشارك فى فعاليات المؤتمر 31 برلمانيا من مختلف الدول العربية والاسلامية .
 
ورحب  السعدون بضيوف الكويت من أعضاء المنتدى معربا عن آمله بأن تكلل أعمال المؤتمر بالنجاح والتوفيق ، “لاسيما وان الاحداث على الساحة الاقليمية والدولية تشهد تغيرات جذرية تتطلب من البرلمانيين بشكل عام رفع مستوى الأداء فى الممارسة الديمقراطية والعمل على تفعيل أدوات الرقابة والتشريع بمايحقق تطلعات شعوب المنطقة “.
وألقى كلمة الافتتاح المنتدى رئيس كتلة الاغلبية البرلمانية بمجلس الشعب المصرى حسين إبراهيم ورئيس مجلس إدارة المنتدى العالمي للبرلمانيين الاسلاميين والتى رحب فيها بالحضور وتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى دولة الكويت الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً، على استضافتهم الكريمة لمجلس إدارة المنتدى، وخص بالذكر صاحب السمو أمير دولة الكويت وولي العهد ورئيس مجلس الأمة، ودعا الله أن يمن على الجميع بموفور الصحة والسعادة وأن يحيط الكويت بمزيد من الأمن والأمان.
وأشار إلى أن المنتدى قام لتحقيق مجموعة من الأهداف السامية والنبيلة منها إثراء العمل البرلماني الاسلامي وتحويل التجربة الاسلامية إلى واقع تستفيد منه الشعوب العربية والإسلامية، بما يسهم في الارتقاء بالعمل الإسلامي والوصول به إلى آفاق بعيدة لم نكن لنصل إليها لولا الجهود المخلصة التي يبذلها النواب الإسلاميون في مختلف دول العالم العربي والإسلامي.
وأكد على أن أهداف البرلمانين الاسلاميين كانت ولا زالت تتمثل في مواجهة العديد من القضايا الهامة التي تهم الأمة العربية والإسلامية، وتنسيق الجهود التشريعية في اتجاه إصلاح القوانين بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ومواجهة العولمة والضغوط الدولية التي تضر بالمصالح الوطنية أو القومية، والإسهام في جهود الإصلاح السياسي ونشر الشورى والديموقراطية والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وتدعيم جهود إرساء قواعد الحكم الرشيد وتشجيع المرأة على المشاركة السياسية والبرلمانية وفق أمر الشريعة الإسلامية وفتح الحوار مع الهيئات السياسية الدولية الرسمية والشعبية حول قاضيا الإسلام والديموقراطية وحقوق الإنسان وانتصار لقضايا الأمة الإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتأكيد على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال وصد العدوان ورفض كل أشكال العنف والتطرف ونشر الفكر السياسي الإسلامي والاسهام في محاربة الفساد بكل أشكاله وكشف المفسدين والعمل على نشر قواعد الشفافية في تسيير الشؤون الخاصة.
واستدرك : ورغم أننا نجحنا بفضل الله في إنجاز بعض تلك الأهداف، و أن نظهر صورة مشرفة عن البرلماني الإسلامي الذي يحسن تمثيل الإسلام ويتواصل مع الاخر ويتوافق مع الديمقراطية والحريات ويناصر قضايا الوطن والمواطن والأمة، إلا أن الطريق لا يزال طويل، والتحديات- أيضاً- كثيرة وتحتاج منا إلى بذل كل الجهود الممكنة حتى نكون عند حسن ظن شعوبنا، وننجح في تحقيق نموذج مشرف للعمل الإسلامي في مختلف دول العالم.
وقال ان ما يحدث في فلسطين الحبيبة من استمرار للحصار الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، واستمرار الكيان الصهيوني في اسر نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، وما تقوم به الحكومة الصهيونية من اغتصاب وتهويد للمقدسات الإسلامية، ليحتم علينا العمل الجاد لدعم هذه القضية، وتقديم كافة سبل الدعم الممكنة ماديا ومعنوياً، حتى يتمكنوا من مواجهة الحصار العالمي المفروض عليها من قبل القوى العظمى في العالم.
و كذلك ما يحدث في سورية الحبيبة من مجازر إنسانية يقف أمامها العالم عاجزاً، ليتطلب من أعضاء المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين التحرك الفوري والعاجل لدعم هذا الشعب الذي لم يطالب سوى بالحرية والكرامة الإنسانية.
وختم بقوله ، إن التحديات عظيمة، والآمال فينا أيضاً عظيمة، فنحن قادرون بفضل الله طالما كانت هناك نية صادقة وإرادة صلبة وعزيمة قوية على أن نكون عند حسن ظن الشعوب العربية والإسلامية.
ولقد عقدنا العزم على أن نعمل جاهدين عقدوذلك من خلال مجموعة من المحاور منها: المحور التنظيمين الذي نسعى فيه لتوسيع عضوية المنتدى، وإقامة علاقات مع كافة الهيئات البرلمانية في العالم، والمحور السياسي، من خلال المشاركة في المؤتمرات والندوات الدولية، والمساهمة في حل الأزمات الدولية، ومتابعة كافة القضايا التي تهم العالم العربي والإسلامي، هذا بخلاف مجموعة من المحاور الأخرى منها المحور الإعلامي، والتدريبي والتشريعي والمالي.
وعملية البناء التي نقوب بها الآن ونسعى لأن تكلل بالنجاح، قد تكون صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، طالما أننا نملك الإرادة القوية والعزيمة الصلبة ونسعى سوياً لتحقيق نهضة حقيقية تساعد في تقدم ورقي المجتمعات العربية والإسلامية.
ثم ألقى الدكتور وليد الطبطبائى رئيس الفرع الكويتى للمنتدى كلمته والتى رحب فيها بالبرلمانيين المشاركين فى المؤتمر ، مؤكدا أن التحديات أمام البرلمانيين الاسلاميين أصبحت كبيرة لاسيما وأن الجميع يتطلع الى التجربة الاسلامية بعد ثورات الربيع العربي والتى أيدت فيها الشعوب الخيار الاسلامي فى كل من تونس ومصر والمغرب وهناك ملامح بدأت تلوح لها فى الأفق فى المغرب والجزائر .
واشار إلى ثراء التجربة البرلمانية للنواب الاسلاميين فى العديد من البرلمانات العربية ومنها الكويت والمغرب ودعا أعضاء المنتدي الى بذل كل الجهود من أجل دعم الثورة السورية والتى تحتاج الى تضافر الجهود وهى نقطة محورية على جدول أعمال المنتدي والذى سيحضر عدة فعاليات داعمة للشعب السورى فى الكويت على هامش أعمال المنتدى .
بينما ألقى كلمة الوفود البرلمانية النائب العراقي إياد السامرائى والذى توجه بالشكر الى الشعب الكويتي والى الدولة والى مجلس الامة والبرلمانيين على هذه الاستضافة للمؤتمر مشيرا الى ان التحدي الذي يتعرض له العمل البرلماني الاسلامي وصل الى مرحلة حقيقية بعد ان كانت المشاركة محدودة عبارة عن بضعة نواب اسلاميين يصعدون الى البرلمان فيؤدوا دورا محدودا فالعمل البرلماني كان منحصرا فى اطاره النظري فى اطار المرحلة والمنطقة والان أصبح العمل البرلماني الاسلامي مدرسة وهذه المدرسة بحاجة الى أن يكون لها أصول فكرية ثابتة ويكون لها خطة بعيدة المدي .
وقال السامرائي: نحن وبعد مرحلة الانقلابات العسكرية التى أرهقت الامة والدعوات الغربية التى فتتتها بدأت تنتشر أجواء الديمقراطية وبالتدريج وبدأ يتم اعتماد صوت الامة فى اعتماد التغيير وصوت الامة الاصيل يتمثل فى البرلماني الاسلامي الذي ارتقي الى هذا الموقع باختيار الامة والشعب والتحدي الان امام البرلمانيين الاسلاميين هى تكوين رؤية شاملة لهذا العمل والقدرة على احداث التغيير .
وتابع السامرائي: فى التصورات السابقة كانوا يقولون يجب على المسلم أن يكون دوره فى المسجد ولا شأن له بالعمل السياسي ، مشيرا الى أن التحدي أصبح فى أن هذا الرجل او المسلم اصبح فى موقع القيادة البرلمانية والمسؤولية فهل في هذا العمل من رؤية إصلاحية شاملة للمجتمع والدولة البرلمانية.
وتساءل السامرائي: هل نحن اليوم كبرلمانيين إسلاميين نحمل نفس الفكر السياسية أم كل منا له فكره الخاص به وأين دور مثل هذه المؤتمرات فى بناية فكرة واحدة يجتمع عليها الجميع؟ وأين الدور الذي يجب علينا أن نؤديه ونحن نعاضد بعضنا بعضا مشيرا الى ان عضو مجلس الامة الكويتي النائب الدكتور وليد الطبطبائي عن بعض القضايا والامور الهامة التى تتعلق بفلسطين وسوريا وآخرين مشيرا الى ان القضية ليست أمور تذكر لتهييج العواطف او المشاعر وإنما يجب علينا أن لا نخر جهدا فى دعم هذه .
وقال السامرائي: اعتقد أننا امام تحد كبير لكي نقدم للأمة ما تأمله بعد أن سقطت الرايات الأخرى وتهاوت الرايات العلمانية فاليوم البرلمانيين الاسلاميين هم امل الأمة فيجب أن يكونوا على قدر المسؤولية فلا يجب ان نخيب أمل الامة فينا .
وأوضح السامرائي: قد تكون بعض التجارب الاولي أصابها الخلل او الاخفاق خاصة بعد صعود بعض الاسلاميين الذين لم يكونوا من ذوي الخبرة وعلى الرغم من ذلك حمل هؤلاء هم الامة على عاتقهم مطالبا بضرورة الاستفادة من التجارب السابقة .
وبين السامرائي: ان المنتدي لدية رؤية مستقبلية فى معالجة المشاكل مؤكدا على انه يجب ان يكون لدينا فهم لحقيقة العلاقات الدولية وتأثيرها على ما يجري على الساحة وأن نكون قادرين على احداث التغيير بأسلوب ديمقراطي متطور يوما بعد يوم لان المرحلة التى لأن المرحلة التي تمر بها الأمة هي مرحلة حساسة ومرحلة أقرب ما تكون إلى أن الإسلامي الذي كان يعبر عن فكره من خلال الكتابات مطالب اليوم أن يقدم النموذج العام للإصلاح ونأمل الكثير من هذا المؤتمر ونأمل أن نشاهد في الأيام المقبلة شيء مما وضعته الأمة فيكم من آمال .
ثم ألقى النائب بالمجلس التشريعى الفلسطينى الدكتور صلاح البردويل كلمة فلسطين والتى نقل فيها تحيات أهل فلسطين، وكذلك تحيات رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دوبك الذي يقع صابراً محتسباً في سجنه حتى الآن ، وتحيات اسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الشرعي المنتخب والذي يرجو تحقيق الأهداف النبيلة على أيدي البرلمانيين الاسلاميين .
واشار الى أن هناك محاولات مستميته للالتفاف على خيارات الشعوب في كل البلاد العربية والإسلامية والتي اختارت التيار الإسلامي ممثلاً لها، غير أن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء مرة أخرى، وغربال التغريب لن يحجب شمس الإسلام التي غمرت الكون بالحضارة والمدنية طيلة قرون طويلة من الزمان.
واستعرض البردويل الواقع الذى يحياه نواب كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية فى المجلس التشريعي الفلسطينى ، والذين يمثلون 60% من أعضاء البرلمان الفلسطيني ومازالوا يتعرضون لهجمة شرسة من الحملات المعادية والتى شاركت فيها دولة الكيان الصهيوني باعتقال العشرات من النواب على رأسهم الدكتور عزيز دويك، واستهداف البعض واغتيالهم كما حدث مع النائب سعيد صيام الذي استشهد في معركة الفرقان 2009م، وكما حدث مع النائبة أم نضال فرحات التي قصفت الطائرات الحربية الصهيونية بيتها ودمرته تدميراً كاملاً، وكذلك النائبة جميلة الشنطي الذي تعرض بيتها أيضاً للتدمير وقتل احدى النساء بداخله، هذا فضلاً عن استهداف واغتيال أبناء النواب وهم كثيرون. هذا فضلاً عن عملية ابعاد نواب القدس ووزرائها وابنائها.
وأضاف : كما شاركت الدول الغربية في هذه الحملة العدوانية من خلال فرض الحظر على النواب من كتلة التغيير والإصلاح، ووضعهم زوراً وبهتاناً على ما يسمى قائمة الإرهاب، ولم تقتصر السلطة الفلسطينية في المشاركة في هذه الحملة، وذلك من منطلق حزبي ضيق، وذلك عندما أعلنت أبواب المجلس التشريعي في الضفة وعطلت جلساته وضيقت على النواب، وعوائلهم بهدف كي الوعي الشعب الفلسطيني حتى لا يفكر مرة أخرى في انتخاب الإسلاميين.
وطالب فى ختام كلمتة أعضاء المنتدي إلى تبني القضايا العادلة لنواب كتلة التغيير والإصلاح والمتمثلة في :
أولا: الإفراج عن النواب المعتقلين.
ثانياً: عودة نواب القدس إلى بيوتهم وأهلهم ومدينتهم التي أبعدوا عنها.
ثالثا: الضغط على السلطة من أجل إعادة فتح أبواب المجلس التشريعي في رام الله والسماح بتفعيل جلسات المجلس ولو بالحد الأدنى لمناقشة القضايا المشتركة التي تهم الشعب الفلسطيني كقضية الأسرى واعتقال النواب والقدس، وحصار غزة والعدواني عليها.
رابعا: الضغط من أجل رفع نواب قائمة التغيير والإصلاح مما يسمى قائمة الإرهاب الظالمة.
وفى ختام جلسة الافتتاح رحب نائب مجلس إدارة المنتدي والأمين العام للحركة الدستورية الاسلامية الدكتور ناصر الصانع بالوفود المشاركة من البرلمانيين الاسلاميين وشكر لرئيس مجلس الامة الكويتى أحمد السعدون رعايته للمؤتمر ، وثمن للنواب جهودهم فى الحرص على انجاح أعماله وانجاز جدول أعماله والذى سيبحث آخر المستجدات والتطورات الاقليمية فى دول الربيع العربى ، واستراتيجية المنتدى خلال الفترة المقبلة بما يحقق مواكبة التحولات السياسية فى العالم وتحقيق الحضور الفاعل والبناء للبرلمانيين الاسلاميين فى بلدانهم وعلى الساحة الاقليمية والدولية ، ودعا الصانع أعضاء المنتدى إلى ضرورة الارتقاء بمستوى الأداء فى الرقابة والتشريع وثقل الخبرات بما يحقق طموح الشعوب التى اختارت الخيار الاسلامي فى بلدانها .