أقلامهم

عبدالعزيز التويجري: هل انتخبنا نوابنا من اجل ان يشتم بعضهم بعضا؟

حوار غير حضاري.. تحت قبة حضارية

عبدالعزيز التويجري
قبل أيام، وفي مقابلة على محطة البي.بي.سي الاذاعية، اتصل احد المواطنين المصريين ليعرب عن استيائه من مجلس الشعب الذي انتخبوه، قائلا «هل انتخبناهم كي يؤذنوا في البرلمان»؟! وذلك في اشارة الى النائب السلفي الذي رفع الأذان اثناء جلسة مجلس الشعب المصري.
وسوف أستعير السؤال من هذا المواطن المصري، ولكن بصيغة أخرى: هل انتخبنا نوابنا من اجل ان يشتم بعضهم بعضا؟ وهل انتخبناهم لأن لدينا في مجلس الامة تصوير حلقات من برنامج «الاتجاه المعاكس»؟ وهل ادلينا بأصواتنا لأجلهم، لأن اتحاد نادي المصارعة لم يحقق نتائج ايجابية على ارض الواقع، فوجدنا البديل في نوابنا؟! أم انتخبناهم من اجل استجواب ينطح استجوابا؟!
أشياء كثيرة يقوم بها النواب، لم ننتخبهم لأجلها، وكانت جلسة يوم الثلاثاء الفائت ابرز مثال على ذلك. والمشكلة التي اصبحت تصادف هؤلاء النواب – من حيث لا يعلمون – هو انهم باستجواباتهم الهزيلة يرفعون من رصيد الوزير، ويجعلون الناس يتعاطفون معه، حتى وان كان لديه اخطاء يستحق المساءلة عليها، ولكن الطريقة التي يتم فيها الاستجواب، مع الاغراض المبيتة سلفا من قبل بعض النواب، افقدت الاستجواب مصداقيته، وجعلت الوزير ضحية لهذه النزعات بشتى انواعها.
المشكلة الأخرى التي يعانيها بعض النواب، هي عدم دراستهم للقوانين بشكل جيد، وربما عدم لجوئهم الى متخصصين في القوانين والدستور، لذلك من السهل جدا ان يقوم الوزير بتفنيد محاور الاستجواب وفق القانون نفسه، كما حدث مع وزير الداخلية الشيخ احمد الحمود في موضوع اعادة الجنسيات لمن سحبت منهم، حين قال عن اعادة تجنيس 63 شخصا ممن سحبت جنسياتهم في عهد وزير الداخلية السابق، بأن المادة 11 من قانون الجنسية تسمح لوزير الداخلية القيام بذلك «وأنا أطبق القانون».
والمحزن في الأمر، ان النقاشات بين النواب، اصبحت تتحول من مسارها الحقيقي الذي تبدأ به، الى نقاشات جانبية حادة بين الاعضاء، فهذا يتحدى ذاك، وآخر يلوم الثاني، والتالي يطعن في مصداقية الرابع.. ثم تنتهي الجلسة من دون الوصول الى اية نتيجة تذكر؟!
ولن أكرر أي نموذج من الحوار غير الحضاري الذي جرى تحت قبة حضارية، احتراما لنفسي وللقارئ الكريم.
أيها النواب.. يا من تمثلون مليون مواطن ومواطنة.. وتمثلون بلدا بناه اجدادكم بالصبر والكفاح والاخلاص والثقة.. ترى لأجل هذا انتخبناكم؟!

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.