كتاب سبر

مخاطر تقديم العقل على النقل

 أخرج الترمذي في الحديث الصحيح عن العرباض بن سارية : ” وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب ،فقلنا يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ قال : ” قد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ،من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً ،فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ ،وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا ،فإنما المؤمن كالجمل الآنف حيثما قيد انقاد”.

  أوصانا سيد الخلق بالتمسك بثلاث ،الأولى هي كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من سنن أي بما أوصله لنا من الأحكام الاعتقادية والواجبة والمندوبة ،والثانية  سنن الخلفاء الراشدين المهديين ،أي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي  رضي الله عنهم ،فهم أولى من يتبع   بعد الرسول عليه الصلاة والسلام ،وأكد بذلك أن نعضُّ عليها بكل ما أوتينا من قوة ،كناية عن الالتزام بها ،والثالثة هي الطاعة التامة  لولي الأمر حتى لو كان عبداً حبشياً  فاسمعوا له وأطيعوه بالمعروف ،فمثل المؤمن كالجمل الآنف أي المعقور أنفه  فلم يمتنع على قائده حيثما قيد انقاد ،فكم نرى اليوم ممن ينظرون إلى الأحكام والتشريعات فيقول:هذه لا تتفق مع العقل ،وكيف يمكن أن نطبق هذا ؟وكيف نستطيع أن نفعل ذلك ؟.

 إن هذه الأحكام لا تتطابق مع مقتضى العقل وحقيقة المصلحة !وكم سمعنا ذلك حتى في أحكام قد يرونها يسيرة ،فكم تسمع من امرأة أو رجل يجادلك في تشريع الله عز وجل في  أحكام لا جدال عليها  ،ويناظر في ذلك بأمور يزعم أنها من العقل ،وحقيقتها أنها من الهوى ،ويؤكد أن عليها دلائل إلى الحقائق ،وهي ضلالات من الأوهام! وكم نرى صوراً من ذلك في واقع الحياة .

@AlMujanni
 www.almujanni.com