الطريجي كن بطلاً
سعد المعطش
عندما يخطئ الشاعر في أي جزء من قصيدته فإننا نجد من يبرر ذلك الخطأ بالمقولة القديمة التي تقول «يحق للشاعر ما لا يحق لغيره»، بمعنى انه يحق له ان يكسر القصيدة أو يسرق الفكرة أو ان يخل بأي ركن من أركان القصيدة، ولكن تلك المقولة لا تعفيه من ان يصبح محل شك في شاعريته وسيكون نقده واجبا على كل شخص.
وبما ان نوابنا ليسوا شعراء ولكن لهم حقا لا ينازعهم فيه أحد فهم يستطيعون تقديم الأسئلة البرلمانية لأي جهة حكومية ولكن الحماس والاستمتاع بالمديح جعلهم يتمادون ولا يكتفون بتوجيه الأسئلة بل بتوجيه الاتهامات واتهامات خطيرة جدا.
النائب عبدالله الطريجي طالب مدير الجامعة بفتح التحقيق عن الوفد الكويتي لكوريا الشمالية واتهم أعضاء الوفد بالخيانة والعمالة لأحد البلدان المجاورة، وكان يقصد إيران، وكل ما أتمناه ألا يكون نائبنا ممن يعتمدون على التكسب بالطعن في ولاء أبناء الكويت حسب مرجعياتهم الدينية.
ان كان لدى نائبنا معلومات حقيقية ومؤكدة عن ان الوفد يعمل لجهة خارجية فعلى نائبنا التقدم بها الى النيابة العامة فورا ليكشف لأهل الكويت خطورة الوضع وحينها سيصبح هو البطل الأول في الكويت.
أجزم بان د.الطريجي يحفظ الحديث النبوي الشريف «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، ومن هذا المبدأ فإن الساكت عن اي معلومة تضر الكويت وأمنها فهو شريك في نفس الجريمة ولا يقل خطرا عن مرتكبها. كل ما أتخوف منه ان يكون الطريجي قد أوهم من قبل أحدهم وصدق المعلومات التي وردت اليه عن الوفد بأنه من الشيعة والطامة الكبرى ان لم يكن يعلم ان الوفد الأخير لكوريا يضم د.حسن جوهر الذي مازال الكويتيون نادمين على عدم دخوله مجلس الأمة فإن كان نائبنا لا يملك الدليل على تلك التهمة فعليه ان يقدم اعتذارا رسميا لأعضاء الوفد الذي يشمل سنة وشيعة وإلا فسيكون حاله حال الشعراء. أدام الله من كان يبحث عن الحقيقة لمصلحة الكويت وأهلها ولا دام من يريد الطعن في ولاء الآخرين ليفوز بالكرسي.
أضف تعليق