أقلامهم

ناصر المطيري: الهاجس الإيراني يحرك رغبة ايجاد كيان خليجي متوحد … واتحاد «المملكتين»

اتحاد «المملكتين»

ناصر المطيري
بلا مقدمات.. ايران هي الدافع الأول نحو الدعوات والتوجهات الخليجية العربية الحالية نحو التوحد السياسي بين دول مجلس التعاون الخليجي، فالهاجس الإيراني هو ما يحرك تلك الرغبة من أجل ايجاد كيان خليجي متوحد في مواجهة القوة الإيرانية على الضفة الشرقية من الخليج.
وربما اليوم أو في المستقبل القريب سيتم اعلان أول كيان وحدوي خليجي بين المملكتين السعودية والبحرينية في ظل أجواء اقليمية وداخلية مختلفة ومتغيرة تعيشها المنطقة تنذر بحقبة جديدة قد تتغير معها الخريطة الجيوسياسية العربية برمتها، فأحداث الربيع العربية متواصلة وتفاعلاتها مستمرة ولا يعرف مداها ونطاقها.
خليجيا.. هناك شعور حقيقي بخطر إيراني للهيمنة على المنطقة وكياناتها الصغيرة وهذا الخطر يسير بشكل ممنهج ومتدرج تستخدم فيه «الورقة الطائفية» بشكل واضح.. ومن خلال هذه الورقة يتسرب النفوذ الإيراني من خلال الحراك الشعبي والسياسي في بعض دول الخليج العربية والشواهد هنا بارزة في البحرين وشرق السعودية والكويت.
ولو نظرنا إلى مشروع الوحدة بين المملكتين السعودية والبحرينية يبرز أمامنا تساؤل مهم هو هل هذا الاتحاد الكونفيدرالي يأتي ردة فعل وضرورة أمنية وقتية تنتهي بزوال الخطر أم هو خيار استراتيجي؟ ويندرج تحت هذا التساؤل تساؤلات عدة تدور في أذهان الخليجيين أهمها هو أن اقتصار الاتحاد بين الرياض والمنامة هل يعكس اجابة حتمية باعتراض باقي دول الخليج العربية على الفكرة؟ وهذا التساؤل قد يثيره موقف دولة قطر المعلن من أن «الدوحة ترى في سعي السعودية للاتحاد مع البحرين طريقة سعودية لتقويض العلاقات الثنائية بين دول الخليج وفرض جدول أعمالها عليها».
ثم لماذا لا نلمس حماسا من جانب الإمارات العربية المتحدة باتجاه الوحدة الخليجية لاسيما أن الإمارات هي المكتوية اليوم بشكل مباشر من التمدد الإيراني لجزرها الثلاث مع تصعيد أمني مقلق؟ 
قد يتساءل البعض عن شكل هذا الاتحاد هل هو «وحدة كونفيدرالية» مجردة تحفظ سيادة واستقلال المملكتين أم انه نوع من «الدمج» أم هو شكل من أشكال «الضم» كما يدعي المعارضون للخطوة الاتحادية؟ لابد من اجابات سعودية بحرينية مشتركة توضح بلا لبس شكل هذا الاتحاد. 
الفهم العام للاتحاد السعودي البحريني يشير إلى أن هدفه هو توفير حماية من خلال سياج سياسي اتحادي مع السعودية وبالتالي فإن هذه الوحدة فيها «تقوية» للبحرين، ولكن هل يقابل ذلك أن يضعف الجانب السعودي عندما تتحمل السعودية اتساع الحراك الطائفي فتتسع رقعة المعارضة؟ بمعنى أن على المنامة والرياض أن تتنبها إلى أن هذا الاتحاد قد يحمل «مغامرة سياسية» ربما تحقق هدف البعض في ايجاد ما يطلقون عليه «البحرين الكبرى» الممتدة (طائفيا) من البحرين إلى الإحساء وامتداد الساحل الخليجي في ظل أجواء مشحونة في الشارع العربي!
يبقى أن نثبت رأينا المؤيد لأي توحد بين كيانات الخليج العربية بما يعزز استقرارها ويحفظ سيادتها ولكن يجب أن يكون ذلك بوعي وحذر لما يحيط بنا من تحديات اقليمية وحراك شعبي.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.