كتاب سبر

رسالة الى الأخ الشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح

اسمح لي في البداية ان يكون خطابي من مواطن لمواطن من الاسرة الحاكمة و ليس بصفتك وزيراً للإعلام، لقد اثار استغرابي تصريحك القائل بأن “ابناء الاسرة الحاكمة مواطنون و يرجى عدم تحميل الأسرة ما لا تحتمل وعدم إقحامها في كل شئ.”

اعذرني اخي الكريم لكن حديث الناس عن أوضاع الأسرة الحاكمة ليس من باب التدخل بشأن خاص فالأمر لا يتعلق بأحوال شخصية كزواج او ميراث انما عن حاضر أمة ومستقبل أجيال وإدارة بلد السيادة فيه للشعب وهو مصدر السلطات والرقيب عليها.

إن حديثنا عن الاسرة الحاكمة ليس تطفلاً و لم يخرج للعلن الا عندما خرجت خلافاتكم للعلن و انعكست سلباً على مناحي الحياة من سوء إدارة وتخطيط على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا أمر لا يخفى عليك أو على اي مطلع و اصبح حديث المجتمع، فبدلاً أن يكون الطموح الشخصي المشروع لبعض ابناء الاسرة مبنياً على الإنجاز الملموس تحول للأسف الى سباق حجز كراسي ونفوذ ومصالح ضيقة.. يكفي ان تقرأ أو “تشاهد” “صباح” كل “يوم” صحفاً و قنوات يملكها أبناء عمومتك بشكل “مباشر” أو غير مباشر لترى عمق المشكلة و تأثيرها على “الوطن” و”المستقبل”، و حينها ستكون على بينة بمن يقحم اسم أسرتك الكريمة بكل قضية و موضوع.

ان صديقك يا اخي العزيز من صدقك القول في العسر و الشدة وليس من يقتات عليها لجني ثمارها المضرة، فحين نصارحكم على وضع الاسرة فهو من حبنا لكم دون نفاق واحترامنا لكم دون تملق ونصحنا لكم بصدق دون تزلف وهذه عادات اهل الكويت الاصيلة ورثناها عن آبائنا وأجدادنا و التاريخ خير شاهد، أن مصلحة الاسرة لا تكمن بقصائد المدح ولا بالأغاني ولا بصورة تعلق على حائط و لا من خلال تسمية الطرق و المناطق إنما من خلال مصارحتكم القول و معاونتكم على الحق والإشارة إلى مكامن الخلل طالما خرجت عن إطارها.

 لذلك اسمح لي بالقول انه لم يعد مقبولاً أبداً التحجج بأعذار واهية لتبرير الإخفاقات والفشل الحكومي على جميع الأصعدة ولم يعد مقبولاً أبداً ضرب مكونات المجتمع بمأجورين يعلم الجميع من يدعمهم و يمولهم لتحقيق غايات مريبة، ولم يعد مقبولاً ابداً اتهام كل من يعارضكم بقلب نظام الحكم. ولم يعد مقبولاً أبداً ان يجلس سراق المال العام والعابثين بالصفوف الأمامية، و لم يعد مقبولاً ابداً كسر القوانين فقط لأنك من الاسرة الحاكمة، ولم يعد مقبولاً ابداً قبولكم بالمناصب السياسية ثم ترمون بدائكم على الشعب، فمن غير المعقول ان يتقلد ابناء الاسرة أهم المناصب السياسية من رئاسة مجلس الوزراء ومختلف الوزارات ثم ترجو الا يحملكم احد مسؤولية تردي الأوضاع، فمجرد قبولكم لهذه المناصب الوزارية يعرضكم كما غيركم للنقد والمساءلة و المحاسبة السياسية،كما لا يوجد اخطر من تخندق الناس مع هذا الشيخ ضد ذاك حتى اصبحت المعادلة السياسية تفرز المواطنين الى جماعة هذا الشيخ و مجموعة ذلك الشيخ و هذا كله للأسف كما تعلم من صنع أيديكم كأسرة والخاسر بالنهاية نحن جميعاً.

اخي الفاضل، ان مصيرنا واحد، فرفعة شأن الاسرة و ترابطها من رفعة شأن الشعب و ترابطه و العكس صحيح،فقد وقع اختيار اهل الكويت لكم بالتراضي من خلال بيعة أبدية سطرها ونظمها الدستور فلا نتمنى لكم سوى الخير ولا نطلب منكم إلا حسن الادارة بالالتزام بالدستور والقانون والمحافظة على مكتسبات الشعب و حرياته وتنمية موارده وأمواله. و تقبل مني فائق الاحترام والتقدير ودعواتي الصادقة لكم بالتوفيق و النجاح.

أخوك: خالد سند الفضالة