ابني .. يسرق!
د. ناصر سعود المنيّع
تتعدد سلوكيات الطفولة المزعجة للوالدين، فمنها ما يمكن اصلاحه بسهولة ويسر، ومنها ما يحتاج الى صبر في المعالجة الحكيمة المثمرة، ولكن بعضها قد يتعدى ازعاجها من مجرد الوالدين الى جميع الافراد الذين يتعامل معهم الطفل، سواء الاخوان، الاقرباء، الاصدقاء في المدرسة، الاماكن العامة، الاسواق أو المحال التجارية، مما يوقع الاسرة في حرج شديد مع هذه الاطراف، وعلى رأسها الشكوى من كلمة «ابني .. يسرق»، وهو ما يقصد به انه يستولي على ممتلكات الغير، سواء بعلمهم، اي بالقوة، لمن هو اصغر منه، او من دون علمهم، اي خلسة، وتدخل فيها ايضا استعارته لأي شيء ولا يرده لصاحبه، ويصبح في قناعته أنه من املاكه الخاصة، وقد يتطور ذلك وينمو مع تقدم الطفل في العمر، ليصل الى مرحلة خطرة على الاسرة والمجتمع، فيتحول الى سارق او خائن للأمانة، يتملص من اعادة ما استعاره من الناس (ولا يشمل ذلك عدم القدرة على الارجاع لظروف قاهرة).
وتبدأ هذه الظاهرة عادة بين سن ثلاث سنوات وحتى سبع، وقد تتطور وتتحول الى جنوح ما بين اثنتي عشرة وثماني عشرة سنة، ومن خلال ذلك فالسؤال المطروح للوالدين : هل يعي الطفل ان استيلاءه على املاك الغير هو ما يسمى بالسرقة؟ ام اننا نسميها كذلك وفق عقولنا ومفاهيمنا نحن الكبار؟ والإجابة متروكة لكم! وبتطرق سريع لبعض الاسباب المؤدية لها اوجز بما يلي : وعي الطفل بالتفريق بين ما يخصه وما يخص الغير، كما ان اسلوب معاملة الوالدين في التربية سواء الشدة والعقاب القاسي، او التدليل الزائد له دور كبير، عدم تلبية حاجات الطفل وتوفيرها باتزان، القيم والعادات التي يزرعها الوالدان داخل الطفل، الاصدقاء ودورهم بتعليم الطفل السرقة لقبول اللعب معه، الدور الاعلامي بإبراز السارق كبطل وذكي، التعلم من خلال نموذج داخل المنزل سواء الاب او الام، الشعور بالنقص والحالة الاقتصادية للأسرة، اللامبالاة من الوالدين تجاه الطفل وفقده الحنان.
* * *
• مجرد اقتراح:
– توفير احتياجات الطفل من اساسيات ومصروف مناسب.
– زرع القيم المناسبة.
– احاطة الطفل بالحنان ليشعر بالاهتمام.
– تشجيعه على اعادة ما سرق ومكافأته على ذلك.
– مراقبته اثناء تكوين الصداقات وإرشاده بالابتعاد عن رفاق السوء.
– عدم عقابه او اذيته امام الغير.
أضف تعليق