كتاب سبر

سألوني عن الغربة

فقلت:
حينما يعمم الشر ويحجّم الخير ، ويكمم المصيب ويكرم المخطئ، ويقزّم المدافع ويقدّم المتخاذل، وحينما تختلط المفاهيم وينطق الرويبضة وتقلب الشكليات مضمونا والمضامين شكلا، وحينما تجد للفاجر جلدا وللثقة عجزا، وحينما يصبح المؤمن “درويشا” والفاسد محنكاً ولبقا، وحينما يكون اللامعيار هو المعيار ، والمعيار بلا معيار، ويزداد المنظرون وهم كالعمي الذين لا ينظرون، ويزداد المحللون وهم من أعراض الناس لا يتحللون، وحينما تهاجم المنابر ويتجرأ المكابر، ويعتزل الكبار ويتسلق الصغار ، ويظلم الناس وينطفئ من العدل نبراس.. هنا اعلم بأنك مثاب في مجاهدتك وثباتك ،واعلم بأنك غريب ربحت خير الدنيا والآخرة واعلم أن الفجر قد اقترب من الانبلاج ، واعلم بأن الصفوف تتمايز ، والتمكين يقترب والخير سينتشر وأن لكل أمة رجال فإن لم تكن منهم كان غيرك ، وإن لم تبادر بالعطاء استبدل الله بك من يعطي ، فإن وفقت لبذل فلا تتخاذل ولا تتراجع ،ولا تقل هلك الناس فتكون أهلكهم ، والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله .
@humod2020
Qlm97@hotmail.com